|
إبراهيم وبناء
الكعبة
إن الحمد لله
نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا من سيئات
أعمالنا
إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى
له
وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ، له المُلك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
(اللهم لا
مانع لما أعطيت ، ولا معطى لما منعت ، ولا ينفع ذا الجدِّ منكَ
الجدُّ)(البخاري)
وأشهد أن
سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا محمدا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال
(اتق الله حيثما
كنتَ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالقِ الناسَ بخُلُق
حَسَن)
(الترمذي)
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب56)
بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله عظمت جميع خصاله صلوا عليه
وآله
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين وصل عليه في كل وقت
وحين صل اللهم وسلم وبارك عليه
وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين
وارحم اللهم مشايخنا وعلمائنا ووالدينا وأمواتنا وأموات المسلمين
أجمعين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
)
(آل عمران102)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا
قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً
عَظِيماً)
(الأحزاب
71)
وبعد : ـ أيها الأخوة
الأعزاء
(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا
تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ )(26)
قوله عز
وجل) وإذ بوأنا لإبراهيم مكان
البيت (، أي: وطأنا. قال ابن عباس: جعلنا. وقيل لما أمر الله تعالى إبراهيم
ببناء البيت لم يدر أين يبني فبعث الله ريحاً خجوجاً فكنست له ما حول البيت على
الأساس. وقال الكلبي : بعث الله سحابةً بقدر
البيت فقامت بحيال البيت وفيها رأس يتكلم يا إبراهيم ابن على قدري فبني
عليه.
قوله تعالى:
) أن لا تشرك بي
شيئاً ( أي: عهدنا إلى إبراهيم وقلنا له لا تشرك بي شيئاً،
( وطهر بيتي
للطائفين )
يعني: الذين يطوفون بالبيت، (والقائمين ) أي: المقيمين،
) والركع السجود
( أي: المصلين.
(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ
رِجَالا
وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (27)
وأذن في الناس " أي: أعلم وناد في الناس، " بالحج "، فقال إبراهيم وما يبلغ
صوتي؟ فقال: عليك الأذان وعلي البلاغ، فقام إبراهيم على المقام فارتفع المقام حتى
صار كأطول الجبال فأدخل أصبعيه في أذنيه، وأقبل بوجهه يميناً وشمالاً وشرقاً وغرباً
وقال: يا أيها الناس ألا إن ربكم قد بنى بيتاً وكتب عليكم الحج إلى البيت فأجيبوا
ربكم، فأجابه كل من كان يحج من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات: لبيك اللهم لبيك، قال
ابن عباس: فأول من أجابه أهل اليمن فهم أكثر الناس حجاً. وروي أن إبراهيم صعد أبا
قبيس ونادى. وقال ابن عباس عنى بالناس في هذه الآية أهل القبلة،
قوله تعالى: "
يأتوك رجالاً "، مشاة على أرجلهم جمع راجل، مثل قائم وقيام وصائم وصيام، " وعلى كل
ضامر "، أي: ركباناً على كل ضامر، والضامر: البعير المهزول. (
يأتين من كل فج عميق
) أي: من كل طريق بعيد،
(لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ
فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ
فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) (28الحج)
قال مجاهد : التجارة وما يرضى الله به من أمر الدنيا والآخرة. " ويذكروا اسم
الله في أيام معلومات "، يعني عشر ذي الحجة في قول أكثر المفسرين. قيل لها
(معلومات) للحرص على علمها بحسابها من أجل وقت الحج في آخرها. ويروى عن علي رضي
الله عنه: أنها يوم النحر وثلاثة أيام بعده، وفي رواية عطاء عن ابن عباس أنها يوم
عرفة والنحر وأيام التشريق. وقال مقاتل : المعلومات أيام التشريق. " على ما رزقهم
من بهيمة الأنعام "، يعني: الهدايا، والضحايا، تكون من النعم، وهي الإبل والبقر
والغنم.
عن
جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال في قصة حجة الوداع:
وقدم علي
ببدن(أي جمل) من اليمن وساق رسول الله صلى
الله عليه وسلم مائة بدنة فنحر( أي ذبح
) منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً وستين بدنة بيده ونحر علي ما
بقي، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤخذ بضعة من كل بدنة فتجعل في قدر، فأكلا
من لحمها وحسيا من مرقها
وأطعموا البائس
الفقير "، يعني: الزمن الفقير الذي لا شيء و (البائس) الذي اشتد بؤسه، والبؤس شدة
الفقر.
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور31)
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً
صلى
الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله
أما
بعد
(ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا
بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ
)(الحج:29)
( ثم
ليقضوا تفثهم
)، التفث: الوسخ والقذارة من طول الشعر والأظافر والشعث،
تقول العرب لمن تستقذره: ما أتفثك: أي: ما أوسخك. والحاج أشعث أغبر، لم يحلق شعره
ولم يقلم ظفره، فقضاء التفث: إزالة هذه الأشياء ليقضوا تفثهم، أي: ليزيلوا أدرانهم،
والمراد منه الخروج عن الإحرام بالحلق، وقص الشارب، ونتف الإبط، والاستحداد، وقلم
الأظفار، ولبس الثياب.
وقال ابن عمر وابن عباس: (قضاء التفث): مناسك الحج كلها. وقال مجاهد : هو
مناسك الحج، وأخذ الشارب، ونتف الإبط، وحلق العانة، وقلم الأظافر. وقيل: التفث
هاهنا رمي الجمار
وبالحج يكون الإنسان قد أقام ركنا من أركان الإسلام
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلى الله
وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم
رمضان)
(متفق
عليه)
اللهم اجعلنا من حجاج بيتك الحرام
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل
اللهم على سيدنا ونبينا وحبيبنا
محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وأقم الصلاة
|
الخطب والمواعظ وتجويد القران الكريم ومقاطع الفديو الارشادية لتعليم الحج والعمرة والحديث والفقة
الأحد، 7 يونيو 2015
إبراهيم وبناء الكعبة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
غثاء الألسنة
(غثاء الألسنة) . {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُون...
-
خطبة عن استقبال رمضان إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إ نه من يهده الله فلا ...
-
أصحاب الكهف أنها قصة شبان ( فتية ) فروا من قومهم خشية الفتنة في دينهم . قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في شأنهم : عن ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ...
-
خطبة عن فضل القرآن إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إ نه من يهده الله فلا مض...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق