خطبة عن سورة البقرة وآل عمران
خطبة عن سورة البقرة وآل عمران
إن الحمد لله
نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا
ومن سيئات
أعمالنا إنه من يهده الله
فلا مضل له
ومن يضلل فلا
هادى له
وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ،
له
المُلك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،
(إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ
أَجْراً كَبِيراً )( الإسراء :
9)
وأشهد أن
سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا
محمدا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال
(ليس منا من لم يتغن بالقرآن وزاد غيره يجهر به.)
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب56)
بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله عظمت جميع خصاله
صلوا عليه وآله
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين
وصل عليه في كل وقت وحين صل اللهم وسلم وبارك عليه
وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم
الدين
وارحم اللهم مشايخنا وعلمائنا ووالدينا وأمواتنا وأموات المسلمين
أجمعين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
)
()آل عمران102
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
(الأحزاب
71)
وبعد:ـ أيها
الأخوة الأعزاء
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول:
(يؤتى يوم القيامة بالقرآن
وأهله الذين كانو يعملون به في الدنيا
تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن
صاحبهما )
(رواه مسلم)
وعن
ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل عليه السلام قاعد عند النبي صلى الله
عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه فقال:
"هذا باب من السماء فتح اليوم ولم يفتح قط إلا اليوم، فنزل
منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر
بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن
تقرأ بحرف منها إلا أعطيته"
(رواه
مسلم)
ســـــــــــــــــورة الفاتحة
:
عن أبي سعيد بن المعلّى رضي الله عنه قال : كنت أصلي
فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فلم أُجبه قلت يا رسول الله كنت أصلي قال : " ألم
يقل الله استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكُم " ثم قال : " ألا أعلمك أعظم
سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ؟ " فأخذ بيدي فلما أردنا الخروج قلت يا رسول
الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قال :
" الحمد لله رب العالمين . هي
السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُهُ "
رواه البخاري وأبو داؤد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها. وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته ) متفق عليه( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : {الحمد لله رب العالمين} ، قال الله : حمدني عبدي . فإذا قال : {الرحمن الرحيم} ، قال : اثنى علي عبدي . فإذا قال : {مالك يوم الدين} ، قال مجدني عبدي.وإذا قال:{إياك نعبد وإياك نستعين} ، قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل . فإذا قال : {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ، قال : هذا لعبدي . ولعبدي ما سأل ) رواه مسلم ) وعن أبي سعيد الخدري قال ( كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحي سليم وإن نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما كنا نأبنه برقية فرقاه فبرأ فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية أو كنت ترقي قال لا ما رقيت إلا بأم الكتاب قلنا لا تحدثوا شيئا حتى نأتي أو نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلى الله عليه وسلم فقال وم ا كان يدريه أنها رقية اقسموا واضربوا لي بسهم )رواه البخاري)
ســــــــــورة البقرة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ) لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة (: الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)
)رواه مسلم )
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول:
(يؤتى يوم القيامة بالقرآن
وأهله الذين كانو يعملون به في الدنيا
تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن
صاحبهما )
(رواه مسلم)
عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال :
" يا أبا المنذر أتدري أي آية
من كتاب الله معك أعظم " قلت الله ورسوله أعلم قال : " يا أبا المنذر أتدري أي آية
من كتاب الله معك أعظم ؟ " قال : قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في
صدري وقال : والله ليهنك العلم أبا المنذر " . (أي
ليهنئك)
رواه مسلم وأبو داؤد
انظر إلى أدب الصحابي الجليل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بإجابته الله
ورسوله أعلم مع علمه بالجواب . وهكذا كان أدب الرجال العظام الذين تأدبوا بآدابه
صلى الله عليه وسلم وربّاهم بنفسه فنعم الصحب صحبه ونعم الأدب
أدبهم
عن أبي مسعود رضي الله عنه
قال : قال النبي صلى الله عليه
وسلم
)
من قرأ بالآيتين من
آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
) (
رواه البخاري (
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه . إقرأوا
الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غَمامَتان أو
كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صَواف تحاجّان عن أصحابهما إقرأوا سورة
البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة " (غيابتان من غيابة
وهي الظلة أو الغمامة والبطلة أهل السحرة)
رواه مسلم والترمذي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
)
من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة ، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن
يموت)
رواه النسائي
عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان )(رواه الترمذي)
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ)()النور31
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً
صلى
الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله
أما
بعد
عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم ما معه من
القرآن فأتى على رجل منهم من أحدثهم سنا، فقال: ما معك يا فلان قال معي كذا وكذا
وسورة البقرة، قال: أمعك
سورة البقرة،
فقال: نعم قال فاذهب
فأنت أميرهم، فقال رجل من أشرافهم: والله يا رسول الله ما منعني أن أتعلم سورة
البقرة إلا خشية ألا أقوم بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلموا
القرآن فاقرؤه وأقرئوه فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا
يفوح بريحه كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكئ على
مسك.
أخرجه
الترمذي
عن أسيد بن حضير
رضي الله عنه قال بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت
الفرس فسكت فسكنت فقرأ فجالت الفرس فسكت وسكنت الفرس ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف
وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه فلما اجتَرَّهُ رفع رأسه إلى السماء حتى
ما يراها فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : " اقرأ يا ابن حضير اقرأ يا ابن حضير " قال : فأشفقت يا
رسول الله أن تطأ يحي وكان منها قريبا فرفعت رأسي فانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى
السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها قال : " وتدري ما
ذاك ؟ " قلت لا قال:
" تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت يَنظُر الناس إليها لا
تتوارى منهم".
(رواه
البخاري)
فهنيئا لمن كان صاحبه القرآن وهو صاحب القرآن
عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في
قضاؤك
، أسألك بكل اسم هو لك ،
سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك
،
أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع
قلبي
و
نور صدري و جلاء حزني ، و ذهاب همي
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل
اللهم على سيدنا ونبينا وحبيبنا
محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وأقم الصلاة
|
تعليقات
إرسال تعليق