خطبة عن فضل القرآن
خطبة عن فضل القرآن
إن الحمد
لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا
ومن
سيئات أعمالنا إنه من
يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل
فلا هادى له
وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له ،
له المُلك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،
(اللهم لا
مانع لما أعطيت ، ولا معطى لما منعت ،
ولا ينفع ذا الجدِّ منكَ الجدُّ)
(البخاري)
وأشهد أن
سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا
محمدا
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال
(إن لله تعالى أهلين من الناس . قالوا : يا رسول الله من هم ؟
قال : هم أهل القران أهل الله وخاصته)
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب56)
بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله عظمت جميع خصاله
صلوا عليه وآله
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين
وصل عليه في كل وقت وحين صل اللهم وسلم وبارك عليه
وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم
الدين
وارحم اللهم مشايخنا وعلمائنا ووالدينا وأمواتنا وأموات المسلمين
أجمعين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
)
()آل عمران102
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
(الأحزاب
71)
وبعد:ـ
أيها الأخوة الأعزاء
قال الله تعالى
(إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ
الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً
كَبِيراً
)
( الإسراء : 9)
عن جابر رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"القرآن شافع
مشفع وماحل مصدق, من جعله أمامه قاده إلى الجنة, ومن جعله خلفه قاده إلى
النار" رواه البيهقي
قال الغزالي هذا القرآنالذي لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " حتى اتسع على أهل الأفكار
طريق الاعتبار بما فيه من القصص والأخبار.
واتضح به سلوك المنهج القويم والصراط المستقيم بما فصل فيه
من الأحكام.
وفرق بين الحلال والحرام فهو الضياء والنور وبه النجاة من
الغرور وفيه شفاء لما في الصدور.
ومن خالفه من الجبابرة قصمه الله ومن ابتغى العلم في غيره
أضله الله.
هو حبل الله المتين ونوره المبين والعروة الوثقى والمعتصم
الأوفى وهو المحيط بالقليل والكثير والصغير والكبير.
لا تنقضي عجابئه ولا تتناهى غرائبه لا يحيط بفوائده عند
أهل العلم تحديد ولا يخلقه عند أهل التلاوة كثرة الترديد هو الذي أرشد الأولين
والآخرين ولما سمعه الجن لم يلبثوا أن ولوا إلى قومهم منذرين "فَقَالُوا إِنَّا
سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن
نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (الجن : 2)" فكل من آمن به فقد وفق ومن قال به فقد
صدق ومن تمسك به فقد هدي ومن عمل به فقد فاز وقال تعالى " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ (الحجر : 9)
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عليّ إنها ستكون فتنة، فقلت: وما المخرج منها يا
رسول الله؟... قال: كتاب الله عز وجل، فيه نبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما
بعدكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره
أضله الله، وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا
تلتبس به الألسن ولا تزيغ به الأهواء ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا يشبع منه العلماء
ولا تنقضي عجائبه ، وهو الذي لم يتناه الجن إذ سمعته أن قالوا: {
إنا سمعنا قرآنا عجبا }
من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط
مستقيم
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :
( إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما
استطعتم، إن هذا القرآن هو حبل الله، هو النور الشافي، وعصمة لمن تمسك به، ونجاة
لمن تبعه، لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيُستعتب ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة
الرد، فاتلوه فإن الله تعالى يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا
أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم
حرف)
وقال
(من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة
بعشر أمثالها لا أقول:
ألم
حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)
(راوه الترمذي وقال: حديث حسن
صحيح)
وعن
ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
(إن الذي ليس في جوفه شيء من
القرآن كالبيت الخرب)
(رواه الترمذي وقال: حديث حسن
صحيح)
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهماعن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
(يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتقِ ورتل كم كنت
ترتل في الدنيا،
فإن
منزلتك عند آخر آية تقرؤها)
(رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن
صحيح)
عن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال:
(
يجئ القرآن
يوم القيامة فيقول: يا رب حله، فيلبس
تاج
الكرامة، ثم
يقول: يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب أرض عنه فيرضى عنه، فيقال له
اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة.
)
أخرجه الترمذي:
إن
القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب يقول: هل تعرفني؟
فيقول له: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن، الذي أظمأتك في الهواجر، وأسهرت
ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل (تجارة)، قال: فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه
تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين، لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟
فيقال: يأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في (درج) الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام (يقرأ) هذا كان أو
ترتيلا
ويروى " أن
خالد بن عقبة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اقرأ علي القرآن فقرأ عليه
"إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ
وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ
يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (النحل : 90)" الآية فقال له أعد فأعاد فقال: والله إن له لحلاوة وإن عليه
لطلاوة وإن أسفله لمورق وإن أعلاه لمثمر وما يقول هذا بشر " وقال الحسن والله ما
دون القرآن من غنى ولا بعده من فاقة (أي فقر )
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ)()النور31
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً
صلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله
أما بعد
قال ابن مسعود ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس
ينامون وبنهاره إذا الناس يفرطون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناس يضحكون
وبصمته إذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون
وقد
ورد في التوراة: يا عبدي أما تستحي مني يأتيك كتاب من بعض إخوانك وأنت في الطريق
تمشي فتعدل عن الطريق وتقعد لأجله وتقرؤه وتتدبره حرفاً حرفاً حتى لا يفوتك شيء منه
وهذا كتابي أنزلته إليك انظر كم فصلت لك فيه من القول وكم كررت عليك فيه لتتأمل
طوله وعرضه ثم أنت معرض عنه أفكنت أهون عليك من بعض إخوانك يا عبدي يقعد إليك بعض
إخوانك فتقبل عليه بكل وجهك وتصغي إلى حديثه بكل قلبك فإن تكلم متكلم أو شغلك شاغل
عن حديثه أومأت إليه أن كف وها أنا ذا مقبل عليك ومحدث لك وأنت معرض بقلبك عني
أفجعلتني أهون عندك من بعض إخوانك
عن بن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين
يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله
عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
أخرجه
البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: " ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن
الصوت , يتغنى بالقرآن يجهر به " رواه البخاري
اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك
عدل في قضاؤك
، أسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبي و نور صدري و جلاء حزني ، و ذهاب همي
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل اللهم على سيدنا ونبينا وحبيبنا
محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وأقم الصلاة
|
تعليقات
إرسال تعليق