ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا
ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا
خطبة
إن الحمد لله
نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا
ومن سيئات
أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا
هادى له
وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له ،
له
المُلك وله الحمد وهو
على كل شيء قدير ،
(اللهم لا
مانع لما أعطيت ، ولا معطى لما منعت ،
ولا
ينفع ذا الجدِّ منكَ الجدُّ)
(البخاري)
إن إبليس قال لربه: بعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم،
فقال الله: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني
وأشهد
أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا
محمدا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال
(لا تجعلوا
بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة
)
( رواه
مسلم)
(إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
(الأحزاب56)
بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله عظمت جميع خصاله
صلوا عليه وآله
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين
وصل عليه في كل وقت وحين صل اللهم وسلم وبارك عليه
وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم
الدين
وارحم اللهم مشايخنا وعلمائنا ووالدينا وأمواتنا وأموات المسلمين
أجمعين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
)
(آل عمران102)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
(الأحزاب
71)
وبعد:ـ أيها
الأخوة الأعزاء
قال تعالى فى سورة الأعراف { وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا
بالبأساء والضراء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94)
البأساء : الشدة والمشقة كالحرب والجدب وشدة الفقر . والضراء : ما يضر الإنسان فى بدنه أو معيشته كالمرض والمصائب
.
والمعنى : ذلك الذي قصصناه عليك يا محمد شأن الرسل السابقين مع أقوامهم الهالكين لهم
ألوانا من الشدائد والمصائب لعلهم ينقادون لأمر الله ، ويثوبون إلى رشدهم ، ويكثرون من التضرع إليه والاستجابة لهديه
.
فما يأخذ الله به الغافلين من الشدائد
والمحن ليس من أجل التسلية والتشفى - تعالى الله عن ذلك – وإنما من أجل أن ترق القلوب الجامدة ، وتتعظ المشاعر الخامدة ، ويتجه البشر
الضعاف إلى خالقهم ، يتضرعون إليه ويستغفرونه عما فرط منهم من
خطايا .
قال الأمام البغوي يعني : المطر من السماء
والنبات من الأرض . وأصل البركة : المواظبة على الشئ ، أي تابعنا عليهم المطر
والنبات ورفعنا عنهم
القحط والجدب
وقال تعالى
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً
وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي
أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا
فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ
وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى
(127)(طه)
عندما نبحث عن البركة فهل هي بعيدة أم قريبة ؟ هي قريبة ولكن
أحولنا أبعدتها
وهذا حالنا كثرة الغش – الرشاوى – انعدام الضمير – الكذب و
قول الزور – تطفيف الموازين
الرشاوي أصبحت إكرامية الخمر و المخدرات بأنواعها أصبحت هنا وهناك التبرج و
السفور أصبح مدنية و تقدمية الحجاب أصبح رجعية و اللحية إرهابية و انتشار الموبقات
، و غيرها ثم بعد ذلك نقول لماذا الغلاء ؟لماذا نزعت البركة من كل شئ؟لماذا زاد
الفقر و الفقراء ؟
و لماذا قل الوفاء و كثر الغدر و الخيانة؟لماذا ندعوا فلا
يستجاب لنا ؟
ثم بعد ذلك نتهم أولياء الأمور سواء كانوا فهؤلاء منا ، فلو
صلحنا لصلحوا ، و لو اتقينا لأتقوا ، فهم أبناءنا و آباءنا و هم فروعنا و
جذورنا.
هيا بنا لنعلنها مدوية توبة إلى الله و رجوع و إنابة لله عله
يقبلنا و يرفع عنا
البركة في الرجوع إلى الله في الرجوع إلى الإيمان إلى التقوى قال سبحانه
وتعالى
” وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ
لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ
فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [الأعراف :
96]
الإيمان والتقوى أولا بالقرآن قال تعالى
يا مسلمون القرآن القرآن هو البركة وهو سبب النجاة في الدنيا
و الآخرة
(وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي
بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ
يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ
[الأنعام : 92]
يقول النبي صلى الله عليه وسلم (اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها
حسرة ولا تستطيعها البطلة)(مسلم)
الاجتماع على الطعام وحضور الفقراء عليه
لَيْسَ عَلَى
الأعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ولا
عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ
بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ
عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم
بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً
طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون
[النور :
61]
وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام الاثنين كافي الثلاثة وطعام
الثلاثة كافي الأربعة ) رواه البخاري ومسلم
(وَتُوبُوا إِلَى
اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور31)
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً
صلى
الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله
أما
بعد
التقوى
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً"، قال أكثر المفسرين: نزلت في
عوف بن مالك الأشجعي، أسر المشركون ابناً له يسمى مالكاً فأتى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال: يا رسول الله أسر العدو ابني، وشكا أيضاً إليه الفاقة، فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم: اتق الله واصبر وأكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ففعل
الرجل ذلك فبينما هو في بيته إذ أتاه ابنه وقد غفل عنه العدو، فأصاب إبلاً وجاء بها
إلى أبيه. وهي أربعة آلاف شاة. فنزلت: "ومن يتق الله يجعل له مخرجاً" في ابنه.
"ويرزقه من حيث لا يحتسب"، ما ساق من الغنم. فانطلق أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر، وسأله: أيحل له أن يأكل ما أتى به ابنه؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، وأنزل الله هذه الآية.. وروي عن عمررضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أنكم تتوكلون على الله حق تولكه لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح باطناً". (ابن ماجة)
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل
اللهم على سيدنا ونبينا وحبيبنا
محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وأقم
الصلاة
|
تعليقات
إرسال تعليق