خطبة عن الآذان
خطبة عن الآذان
إن الحمد لله
نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا
ومن سيئات
أعمالنا إنه من يهده
الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا
هادى له
وأشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له ،
له المُلك وله الحمد وهو
على كل شيء قدير ،
(اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطى لما منعت ،
ولا ينفع ذا الجدِّ منكَ الجدُّ)
(البخاري)
وأشهد أن
سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا
محمدا رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال
“أولى الناس بي يوم القيامة
أكثرهم علي صلاة" رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله
عنه
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)
(الأحزاب56)
بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله عظمت جميع خصاله
صلوا عليه وآله
اللهم صل على سيدنا محمد وآله في الأولين وصل عليه وآله في
الآخرين
وصل عليه وآله في كل وقت وحين صل اللهم وسلم وبارك عليه وآله الغر
الميامين
وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم
الدين
وارحم اللهم مشايخنا وعلمائنا ووالدينا وأمواتنا وأموات المسلمين
أجمعين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
)
(آل عمران102)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70)
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
(الأحزاب
71)
وبعد:ـ أيها
الأخوة الأعزاء
}وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ
الْمُسْلِمِينَ}
(33) سورة فصلت
قالت السيدة عائشة - رضي الله عنها - وعكرمة ومجاهد وقيس بن أبي حازم أنها
نزلت في المؤذنين، قالت عائشة: فالمؤذن
إذا قال: حيّ على الصلاة فقد دعا إلى الله(تفسير القرطبي (15/315).
أن الصلاة لم يكن يُنادى لها بالمرة وكان هذا منذ فرضت بمكة حتى مقدم
المدينة،فكان المسلمون في تلك الفترة يتحينون أوقات الصلوات فيجتمعون
ويصلون
نداء بلال بألفاظ مطلقة
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها بغير دعوة ، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل بوقا كبوق يهود الذي يدعون به لصلاتهم ، ثم كرهه ، ثم أمر بالناقوس ، فنحت ليضرب به للمسلمين للصلاة . فبينما هم على ذلك رأى عبد الله بن زيد بن ثعلبة أخو بني الحارث النداء ، فأتى رسول الله فقال : يا رسول الله ، إنه طاف بي هذه الليلة طائف ، مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسا في يده ، فقلت : يا عبد الله ، أتبيع هذا الناقوس ؟ فقال : وما تصنع به ؟ قال : قلت ندعو به إلى الصلاة : قال : ألا أدلك على خير من ذلك ؟ قلت ما هو ؟ قال : تقول : الله أكبر الله أكبر ، الله أكبر الله أكبر . أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله . أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله . حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح . الله أكبر الله أكبر . لا إله إلا الله . فلما أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم قال : إنها لرؤيا حق إن شاء الله ! فقم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها ، فإنه أندى صوتا منك . فلما أذن بها بلال سمعه عمر وهو في بيته فخرج على رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو يجر رداءه يقول : يا نبي الله ، والذي بعثك بالحق ، لقد رأيت مثل الذي رأى ! ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلله الحمد . وأما عن الآذان
فالآذان له فوائد جليلة كثيرة منها أنها تطرد الشيطان،وعنده يستجاب الدعاء
وغيرها.فقد جاء من حديث أبي الدرداء قال: سمعتُ رسولَ اللهِ-صلى الله عليه
وسلم-يقولُ:(ما من ثلاثةٍ لا يُؤذنون،ولا تقام فيهم الصلاة,إلا استحوذَ عليهم
الشَّيطانُ)رواه أحمد وأبو داود
والنسائي
أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين
فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر
بين المرء ونفسه يقول اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم
صل
أما استجابة الدعاء فقد جاء من حديثِ جَابِرٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ-صَلَّى
اللهُ عليهِ وسَلَّمَ-قَالَ:(مَنْ قال حين يسمعُ النداء:اللهُمَّ ربَّ هذه الدعوة التامة،والصلاة القائمة
آتِ مُحمَّداً الوسيلة والفضيلة،وابعثْهُ مَقَاماً محمُوداً الذي وعدته،حَلَّتْ
لَهُ شفاعتي يومَ القيامةِ) متفق عليه
وعن أنس بن مالك,قال: قال رسولُ اللهِ-صلى الله عليه
وسلم-:(الدُّعاءُ لا يُردُّ بينَ الأذانِ والإقامةِ)
استمع إلى الحديث الذي رواه
أبو هريرة رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو
يعلمُ الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لا ستهموا
عليه ، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح
لأتوهما ولو حبوا " متفق عليه .ـ معنى
الكلمات" الاستهمام " : الاقتراع ، " التهجير " التبكير إلى
الصلاة . " الصف الأول " : الصف الذي يلي الإمام . " العتمة " : أي العشاء . "
الحبو " : المشي على اليدين والرجلين .
وتعالى مع لننظر
هذا الفضل العظيم للمؤذن
عن معاوية رضي
الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " المؤذنون أطول أعناقا يوم القيامة " رواه مسلم
.
وعن عبدالله بن
عبدالرحمن بن أبي صعصعة أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له : " إني أراك تُحب الغنم والبادية ، فإذا كنت في غنمك – أو باديتك
– فأذّنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جنٌّ ولا إنسٌ ولا
شيءٌ ، إلا شهد له يوم القيامة " قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله
عليه وسلم . رواه البخاري . معنى الكلمات ـ البادية " : خلاف
الحاضرة . " مدى صوت المؤذن " : غاية صوته .
عن أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "المؤذن
يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون صلاة
ويكفر عنه ما بينهما ". صحيح أبي داود 484
انظر ماذا يحدث يوم القيامة
عن أبي موسى رضي
الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن
الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها، و يبعث يوم الجمعة زهراء منيرة، أهلها
يحفون بها كالعروس تهدى إلى كريمها، تضيء لهم، يمشون في ضوئها، ألوانهم كالثلج
بياضا، و ريحهم تسطع كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان، ما
يطرقون تعجبا حتى يدخلوا الجنة، لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون "
قال الألباني : إسناده جيد رجاله ثقات . وصححه في صحيح الجامع 1872
.
ومن هنا أن الأذان يزرع النور والأمل بداخل المصابين بالاكتئاب أو فقدان الثقة بالنفس أو كراهية الحياة أو الشعور بالفشل !! بعد سماع الآذان يقال :
َعَنْ عبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمرِو بْنِ العاصِ رضِيَ اللَّه عنْهُما أَنه
سَمِع رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقُولُ : «
إِذا سمِعْتُمُ
النِّداءَ فَقُولُوا مِثْلَ ما يَقُولُ ، ثُمَّ صَلُّوا علَيَّ ، فَإِنَّهُ مَنْ
صَلَّى علَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ بِهَا عشْراً ، ثُمَّ سلُوا
اللَّه لي الْوسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنزِلَةٌ في الجنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلاَّ
لعَبْدٍ منْ عِباد اللَّه وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُو ، فَمنْ سَأَل ليَ
الْوسِيلَة حَلَّتْ لَهُ الشَّفاعَةُ
» رواه مسلم
.
لاتنس الدعاء عند الآذان
وقد ورد في تعيين أدعية تقال حال الأذان وبعده وهو بين الأذان والإقامة : منها ما سلف في هذا الباب ، ومنها ما أخرجه مسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي وحسنه وصححه اليعمري من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا بلفظ : " من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه " .
ومنها ما أخرجه
أبو داود والنسائي في عمل اليوم والليلة من حديث عمرو بن العاص : " أن رجلا قال : يا رسول الله إن المؤذنين يفضلوننا . فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : قل كما يقول فإذا انتهيت فسل تُعطه " ، ومنها ما
أخرجه أبو داود والترمذي من حديث أم سلمة قالت : " علمني
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقول عند أذان المغرب : اللهم أن هذا إقبال
ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك فاغفر لي "
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ)(النور31)
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً
صلى الله عليه وآله وسلم عبده ورسوله
أما بعد
ومع هذا كله هناك من أبناء المسلمين اليوم من يضايقه صوت المؤذن , ويزعم أنه
يسبب له
إزعاجا !!! و
لو كان يسمع صوت مزامير الشيطان لاهتز طربا وسرورا ,(وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ
يَسْتَبْشِرُونَ
[الزمر : 45]
اسمع يا من تبحث عن الجنة
عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم: الله أكبر
الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله ثم
قــــــال: أشهد أن محمدا رسول الله فقال: أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال: حي على
الصلاة فقال: لا حول و لا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح قال: لا حول و لا
قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر فقال: الله أكبر الله أكبر ثم قال: لا
إله إلا الله فقال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه ، دخل الجنة " . قال
الألباني : صحيح . إرواء الغليل
عقبة بن
عامر رضي الله عنه
قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية الجبل ،
يؤذن بالصلاة ويصلي ، فيقول الله عز وجل :انظروا الى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني ، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة)
الألباني - المصدر: كتاب السنة - الصفحة
أو الرقم: 572
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل اللهم على سيدنا ونبينا وحبيبنا
محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وأقم الصلاة
|
تعليقات
إرسال تعليق