لله في الآفاق آيات لعل
3 لله في الآفاق آيات لعل
لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداك
ولعل ما في النفس من آياته
***
عجب عجاب لو ترى عيناك
والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولْتَ تفسيرًا لها أعياك قل للطبيب تخطَّفته يد الردى *** من يا طبيب بطبِّه أرْدَاك؟ قل للمريض نجا وعُوفيَ بعدما *** عجزت فنون الطب من عافاك؟ قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا يا صحيح دهاك؟ قل للبصير وكان يحذر حفرة *** فهَوَى بها من ذا الذي أهواك؟ بل سائل الأعمى خَطَا بين الزحام *** بلا اصطدام من يقود خطاك؟ قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راعٍ ومرعى ما الذي يرعاك؟ قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة ما الذي أبكاك؟ وإذا ترى الثعبان ينفث سمَّهُ *** فاسأله من ذا بالسموم حَشَاكَ؟ واسأله كيف تعيش يا ثعبان *** أو تحيى وهذا السمُّ يملأ فَاكَ؟ واسأل بطون النَّحل كيف تقاطرت *** شهدًا وقل للشهد من حلاَّك؟ بل سائل اللبن المُصَفَّى كان *** بين دم وفرث ما الذي صفَّاك؟ وإذا رأيت الحي يخرج من *** حَنَايا ميتٍ فاسأله من أحياك؟ قل للهواء تحثُّه الأيدي ويخفى *** عن عيون الناس من أخفاك؟ قل للنبات يجفُّ بعد تعهُّدٍ *** ورعاية من بالجفاف رَمَاك؟ وإذا رأيت النَّبت في الصحراء *** يربو وحده فاسأله من أَرْبَاكَ؟ وإذا رأيت البدر يسري ناشرًا *** أنواره فاسأله من أسْرَاك؟ واسأل شعاع الشمس يدنو وهي *** أبعد كل شيء ما الذي أدناك؟ قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمرِّ من دون الثمار غذاك؟ وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله من يا نخل شقَّ نواك؟ وإذا رأيت النار شبَّ لهيبها *** فاسأل لهيب النار من أوراك؟ وإذا ترى الجبل الأشَمَّ مناطحًا *** قِمَمَ السَّحاب فسَلْه من أرساك؟ وإذا ترى صخرًا تفجر بالمياه *** فسله من بالماء شقَّ صَفَاك؟ وإذا رأيت النهر بالعذب الزُّلال *** جرى فسَلْه من الذي أجراك؟ وإذا رأيت البحر بالملح الأُجاج *** طغى فسَلْه من الذي أطغاك؟ وإذا رأيت الليل يغشى داجيًا *** فاسأله من يا ليل حاك دُجاك؟ وإذا رأيت الصُّبح يسفر ضاحيًا *** فاسأله من يا صبح صاغ ضُحَاك؟ ستجيب ما في الكون من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناك ربي لك الحمد العظيم لذاتك *** حمدًا وليس لواحد إلاَّك يا مدرك الأبصار والأبصار *** لا تدري له ولِكُنْهِهِ إدراكًا إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين عُلاك
يا منبت الأزهار عاطرة الشَّذَى يا مجري الأنهار عاذبة الندى ما خاب يومًا من
دعا ورَجَاك يا أيها الإنسان مهلا ما الذي بالله جل جلاله أغراك؟
|
تعليقات
إرسال تعليق