علي ابن أبي طالب رضي الله عنه


 علي  ابن أبي طالب رضي الله عنه
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا من سيئات أعمالنا
إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
وأشهد أن لا اله إلا الله خلق الإنسان وعلمه وانطق له اللسان وفهمه
ومن الفهم والبيان أعطاه وألهمه وهو القائل سبحانه
( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان)
تأمل في الوجود بعين فكر
ترى الدنيا الدنيئة كالخيال
وكل من فيها سيفنى
ويبقى وجه ربك ذو الجلال
(الشمس والبدر من أنوار حكمته      والبر والبحر فيض من عطاياه)
(الطير سبحه والوحش مجده والموج      كبره والحـــوت ناجاه )
(والنمل تحت الصخور الصم  قدسه   والنحل يهتف حمدا في خلاياه )
(والناس يعصونه سرا فيسترهم        والعبد ينسى وربى ليس ينساه)
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا  محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول  
(مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وكمله إلا موضع لبنة من زَاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به ويعجبون ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا تلك اللبنة وأنا خاتم النبيين)
 رواه‏( الترمذي : وصححه الألباني : عن أبي هريرة) 
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً(الأحزاب56)
بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله عظمت جميع خصاله صلوا عليه وآله
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين وصل عليه في كل وقت وحين صل اللهم وسلم وبارك عليه
وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وارحم اللهم مشايخنا وعلمائنا ووالدينا وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )
(آل عمران102)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)
(الأحزاب 71)
وبعد:ـ أيها الأخوة الأعزاء
للمصفى خير صحب نص أنهموا
في جنة الخلد نصا زادهم شرفا
هموا طلحة والزبير وابن عوف
وأبوا عبيدة والسعـدان والخلفا
مع العشَرة المبشَرين بالجنة في حديث واحد، حيث قال ‏صلى الله عليه وسلم (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وأبو عبيدة في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعدٌ في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة)
( رواه أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم)
ومع الخليفة الرابع  
علي رضي الله عنه
ولد علي رضي الله عنه قبل البعثة بعشر سنين وتربى في حجر النبيّ ‏صلى الله عليه وسلم وفي بيته، أول من أسلم بعد خديجة وهو صغير، كان علي رضي الله عنه يلقب حيدرة وكنّاه النبيّ صلى الله عليه وسلم أبا تراب.
أخرج البخاري ‏عن ‏ ‏سهل بن سعد ‏ ‏قال:‏ جاء رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بيت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏فلم يجد ‏ ‏عليا ‏ ‏في البيت فقال :أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم ينم القيلولة ‏ ‏عندي. فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لإنسان: انظر أين هو. فجاء فقال: يا رسول الله، هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب فجعل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يمسحه عنه ويقول ‏: (قم ‏ ‏أبا تراب، ‏ ‏قم ‏ ‏أبا تراب)
. روى الإمام البخاري:أن النبيّ ‏صلى الله عليه وسلم قال لعلي
"أنت مني وأنا منك" يعني في النسب والصهر والسابقة في الإسلام والمحبة الإيمانية العميقة فيما بينهما.
ولمّا هاجر النبيّ ‏صلى الله عليه وسلم  من مكة إلى المدينة أمر عليا رضي الله عنه أن يبيت على فراشه وأجله ثلاثة أيام ليؤدي الأمانات التي كانت عند النبيّ ‏صلى الله عليه وسلم إلى أصحابها ثم يلحق به إلى المدينة فهاجر علي رضي الله عنه من مكة إلى المدينة المنورة ماشياً على قدميه
أربع مائة وخمسين كيلو متر تقريبا
واصطفاه النبيّ صلى الله عليه وسلم صهراً له أي زوجه ابنته فاطمة الزهراء
 كما نام على هذا الفراش نومه النبي على أجمل فراش
شهد علي رضي الله عنه المشاهد كلها مع النبيّ ‏صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك فقد استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على أهله وأمره بالإقامة فيهم فأرجف به المنافقون ،وقالوا ‏:‏ ما خلفه إلا استثقالا له ، وتخففا منه ، فلما قال ذلك المنافقون ‏:‏ أخذ علي بن أبي طالب رضوان الله عليه سلاحه ، ثم خرج حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجرف ، فقال ‏:‏ يا نبي الله زعم المنافقون انك إنما خلفتني أنك استثقلتني ، وتخففت مني ؛ فقال ‏:‏ كذبوا ‏.‏ ولكني خلفتك لما تركت ورائي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ، فرجع علي إلى المدينة ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سفره ‏.‏
وفي غزوة الأحزاب دعا عمرو ابن وُد إلى المبارزة، فانتدب له على بن أبي طالب، وقال كلمة حمي لأجلها ـ وكان من شجعان المشركين وأبطالهم ـ فاقتحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه، ثم أقبل على علي، فتجاولا وتصاولا حتى قتله علي رضي الله عنه
والنبي صلى الله عليه وسلم أعطاه اللواء يوم خيبر ففتحها، واقتلع باب الحصن،
علي رضي الله عنه رجل يحبه الله ورسوله:

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم  يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه". قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال: فتساورت لها رجاء أن أدعي لها قال: فبات الناس يذكرون وأيهم يعطاها. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم  كلهم يرجو أن يعطاها. فقال: أين علي بن أبي طالب? فقيل: يا رسول الله يشتكي عينه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به فبصق رسول الله. صلى الله عليه وسلم  في عينيه ودعا له فبريء حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي رضي الله عنه: يا رسول الله أقاتلهم. قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أنْ لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله". رواه مسلم.
خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالمسلمين إلى هذا الحصن، ودعا اليهود إلى الإسلام، فرفضوا هذه الدعوة، وبرزوا إلى المسلمين ومعهم ملكهم مرحب، فلما خرج إلى ميدان القتال دعا إلى المبارزة، قال سلمة بن الأكوع‏:‏ فلما أتينا خيبر خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه يقول‏:‏
قد عَلِمتْ خيبر أني مَرْحَب ** شَاكِي السلاح بطل مُجَرَّب
إذا الحروب أقبلتْ تَلَهَّب **
فبرز له على بن أبي طالب‏.‏ قال سلمة ابن الأكوع‏:‏ فقال علي‏:‏
أنا الذي سمتني أمي حَيْدَرَهْ ** كلَيْثِ غابات كَرِيه المَنْظَرَهْ
أُوفِيهم بالصَّاع كَيْل السَّنْدَرَهْ **
فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه‏.‏
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور31)
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
أما بعد
قال مقاتل: نزلت في رجل من الأنصار أطعم في يوم واحد مسكيناً ويتيماً وأسيراً.
وروى مجاهد وعطاء عن ابن عباس: أنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذلك أنه عمل ليهودي بشيء من شعير، فقبض الشعير فطحن ثلثه فجعلوا منه شيئاً ليأكلوه، فلما تم إنضاجه أتى مسكين فسأل فأخرجوا إليه الطعام، ثم عمل الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين، فسأل فأطعموه، وطووا يومهم ذلك: وهذا قول الحسن
روى أبو نعيم في "الحلية" عن علي رضي الله عنه أنه، قال: " والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت، وأين نزلت، وإن ربي وهب لي قلباً عقولاً، ولساناً سؤولاً
 ومن فضائله أيضا نقلوا عنه القرآن
 وإذا فتحت المصحف ترى الرواية منقولة عن أربعة وهم
عثمانَ وعلي وزيد ابن ثابت وأبي ابن كعب
رضي الله عنهم أجمعين
من أقوال علي رضي الله عنه ومواعظه المأثورة:
لقد كان لعلي
رضي الله عنه أقوال ومواعظ كثيرة منها أنه قال: "إن أخوف ما أخاف إتباع الهوى وطول الأمل، فأما إتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة."

وقال علي
رضي الله عنه أيضا: "ارتحلت الدنيا وهي مدبرة وارتحلت الآخرة وهي مقبلة ولكل واحدةٍ منها بنون فكونوا من أبناء الآخرةِ ولا تكونوا من أبناءِ الدنيا، اليوم العملُ ولا حساب وغدا الجزاءُ ولا عمل" رواه البخاري.
والليل مهما طال فلا بد طلوع الفجر والعمر مهما طال فلا بد من دخول القبر
قال تعالى
(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) (الزمر:30)
وفات علي رضي الله عنه:
لمّا كثر أهل الفتن وتعددت فرق الضلال تآمر بعضهم وتواعد لسبع عشرة ليلة من شهر رمضان سنة أربعين هجرية، فوثب ابن ملجم وقد خرج علي
رضي الله عنه إلى صلاة الصبح فضربه بالسيف في جبهته فكانت وفاة أمير المؤمنين  علي بن أبي طالب رضي الله عنه لإحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين عن ثلاث وستين أو تسع وخمسين سنة من عمره فكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر.
وأَخرج أبو نعيم أَيضاً عن أبي صالح قال: دخل ضرار بن ضمرة الكِناني على معاوية فقال له: صِفْ لي علياً، فقال: أَوَ تُعْفيني يا أمير المؤمنين؟ قال لا أُعفيك، قال: (أما إِذْ لا بدَّ؛ فإنَّه كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فَصْلاً ويحكم عدلاً، يتفجَّرُ العلمُ من جوانبه، وتنطِق الحكمةُ من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنسُ بالليل وظلمته، كان والله غزير العَبْرة، طويل الفكرة، يقلِّبُ كفّه ويخاطب نفسه، يُعجبه من اللباس ما قَصُر. ومن الطعام ما خشن، كان والله كأَحدنا يُدنينا إِذا أتيناه، ويُجيبُنا إِذا سأَلناه، وكان مع تقرُّبِه إِيّنا وقربهِ منا لا نكلمه هيبة له، فإِن تبسم فَعَنْ مثل اللؤلؤِ المنظوم، يُعَظِّمُ أَهل الدين، ويُحبُّ المساكين، لا يطمعُ القويُّ في باطله، ولا ييأَسُ الضعيف من عدله، وأَشْهدُ بالله لقد رأيتُه في بعض مواقفه وقد أَرخى الليلُ سدوله وغارت نجومُه يميلُ في محرابه قابضاً على لحيته، يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، فكأَني أسمعه الآن وهو يقول: يا ربنا، يا ربنا: يتضرع إِليه ثم يقول للدنيا: أإِليَّ تَغَرَّرْتِ؟أم  إِليَّ تشوَّفتِ؟ هيهات هيهات، يا دنيا غُرِّي غيري، قد طلقتك ثلاثاً. فعمرُك قصيرٌ، ومجلسُك حقيرٌ، وخطرُك يسير، آه، آه، من قلة الزاد وبعد السفر ووحشةِ الطريق) فَوَكَفَتْ دموع معاوية على لحيته يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء فقال: (كذا كان أبو الحسن رحمه الله، كيف حزنك عليه يا ضرار)؟ قال: «حزني على علي كحزن الأم التي ذبح ولدها في حِجْرها، لا تجفُ دمعتها، ولا يسكن حزنها) ثم قام فخرج.
 وأَخرجه أيضاً ابن عبد البر في الإستيعاب عن الحِرماني رجل من همْدان عن ضِرار الصُدَائي
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل اللهم على سيدنا محمد
وأقم الصلاة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خطبة عن استقبال رمضان

خطبة عن فضل القرآن

تكريمه صلى الله عليه وسلم