في الاجتهاد في العشر الأواخر وليلة القدر
في الاجتهاد في العشر الأواخر وليلة القدر المجلس الثاني والعشرون : في الاجتهاد في العشر الأواخر وليلة القدر الحمد لله عالم السر والجهر ، وقاصم الجبابرة بالعز والقهر ، مُحْصي قطرات الماء وهو يجري في النهر ، وباعث ظلام الليل ينسخه نور الفجر ، موفِّر الثواب للعابدين ومكمِّل الأجر ، العالم بخائنة الأعين وخافية الصدر ، شمل برزقه جميع خلقه فلم يترك النمل في الرمل ولا الفرخ في الوكر ، أغنى وأفقر وبحكمته وقوع الغنى والفقر ، وفضَّل بعض المخلوقات على بعض حتى أوقات الدهر ، ليلة القدر خير من ألف شهر ، أحمده حمدا لا منتهى لعدده ، وأشكره شكرا يستجلب المزيد من مدده ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مخلص في معتقده ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي نبع الماء من بين أصابع يده صلى الله عليه وسلم ، وعلى أبي بكر صاحبه في رخائه وشدائده ، وعلى عمر بن الخطاب كهف الإسلام وعَضُده ، وعلى عثمان جامع كتاب الله وموحِّده ، وعلى علي كافي الحروب وشجعانها بمفرده ، وعلى آله وأصحابه المحسن كل منهم في عمله ومقصده ، وسلم تسليما . ( يَا أَيُّهَا الَّذِين