الأربعاء، 23 أبريل 2025

ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻳﺠﻤﻊ

 

اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺮاﺑﻊ:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﻮ اﻟﺼﺎﺩﻕ اﻟﻤﺼﺪﻭﻕ "ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻳﺠﻤﻊ ﺧﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ ﺃﻓﻪ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻧﻄﻔﺔ ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻘﺔ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻀﻐﺔ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻴﻨﻔﺦ ﻓﻴﻪ اﻟﺮﻭﺡ ﻭﻳﺆﻣﺮ ﺑﺄﺭﺑﻊ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺑﻜﺘﺐ ﺭﺯﻗﻪ ﻭﺃﺟﻠﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ ﻭﺷﻘﻲ ﺃﻭ ﺳﻌﻴﺪ، ﻓﻮ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ ﺇﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺫﺭاﻉ ﻓﻴﺴﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ اﻟﻨﺎﺭ ﻓﻴﺪﺧﻠﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ اﻟﻨﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺫﺭاﻉ ﻓﻴﺴﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻴﻌﻤﻞ ﺑﻌﻤﻞ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﻓﻴﺪﺧﻠﻬﺎ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.

السبت، 19 أبريل 2025

تفرغ لعبادتي

 


تلا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"  مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ 

من سورة الشورى- آية (20)الآية قال : يقولُ اللهُ : ابنَ آدمَ ! تفرَّغْ لعبادتي ، أملأْ صدرَك غِنًى ، وأَسُدَّ فقرَك ، وإلا تفعلْ ، ملأتُ صدرَك شُغلًا ولم أَسُدَّ فقرَك

الراوي : أبو هريرة

عُبوديَّةُ اللهِ هي أعْلى المَقاماتِ وأشْرَفُها، وهي الغايةُ من خَلْقِ الإنسانِ، وعندَما يَتفرَّغُ لها الإنسانُ، ينالُ الخيْرَ العميمَ، لكن إنْ غَفَلَ عنها، وانْشَغَلَ بالدُّنيا، كان ذلك هو الخُسْرانَ الحقيقيَّ.

وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو هُرَيْرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "تَلا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: قَرَأَ على الصَّحابَةِ قوْلَهُ تَعالى: "{مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} والمعنى: مَن كان يُريدُ بعَمَلِهِ الآخِرَةَ؛ نَزِدْ له في عَمَلِهِ الحَسَنِ، فنَجْعَلْ له الحَسَنَةَ بعَشْرٍ، إلى ما شاء ربُّنا من الزيادَةِ، {وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20]، أي: وَمَنْ كان يُريدُ بعَمَلِهِ الدُّنيا، ويَسعَى لها لا للآخِرةِ، نُؤتِه ما قَسَمْنا له منها.

ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "يقولُ اللهُ: ابنَ آدَمَ!"، أي: يُنادي على ابنِ آدَمَ قائلًا له: "تفرَّغْ لعِبادتي"، والمُرادُ من التفرُّغِ للعِبادَةِ: إيثارُها على حُظوظِ الدُّنيا، والإتيانُ بما أَمَرَ به منها، فلا تُلْهيهِ عن ذِكْرِ اللهِ، لا أنَّه لا يَفعَلُ إلَّا العِبادَةَ، بل لا يَنشغِلُ عن ربِّهِ، فيكُونُ في كلِّ أحوالِهِ وأعمالِهِ في طاعتِه، فلا تُلْهِيهِ تِجارةٌ أو بيعٌ عن ذِكرِ اللهِ وفَرائضِهِ.

ثمَّ بيَّن سُبحانَه وتَعالى ما يُعطيهِ لفاعِلِ ذلك: "أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى" والمُرادُ بالغِنى: غِنى النَّفْسِ والرِّضا بما قَسَمهُ اللهُ، ويحصلُ في قلبِهِ قَناعَةٌ تامَّةٌ، "وأَسُدَّ فَقْرَكَ" والمُرادُ أنَّه لا يَبْقى للفَقْرِ ضَرَرٌ، بل يُغْنيهِ اللهُ في نَفْسِهِ، ويُبارِكُ له في القليلِ من مالِه، "وإلَّا تَفْعَلْ" يعني: وإنْ لم تفْعَلْ ما أَمَرْتُك به من التَّفرُّغِ للطاعَةِ والعِبادَةِ، وآثَرْتَ الدُّنيا على الآخِرةِ "مَلأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا"، أي: كثَّرْتُ شُغْلَكَ بالدُّنيا، فظَلَلْتَ مُنشغِلًا بغَيرِ العِبادةِ، مُقبِلًا على الدُّنيا وأعمالِها وأشغالِها، ولا يَزالُ قَلْبُك غيرَ راضٍ "ولم أَسُدَّ فَقْرَكَ" فتُنزَعُ البَرَكةُ من مالِكَ، ويَبْقى القَلْبُ مُتلهِّفًا على الدُّنيا غيرَ بالِغٍ منها أمَلَهُ، فيَحرِمُكَ اللهُ مِن ثَوابِهِ وفَضلِهِ، وتَزيدُ تعَبًا في الدُّنيا دونَ شُعورٍ بالغِنى.

وفي الحديثِ: الحثُّ والتَّرغيبُ في العِبادَةِ، وتَرْكُ الانْشِغالِ بالدُّنيا

قال موسى: يا رب علمني

 وعن أبي سعيد الخدري  عن رسول الله ﷺ قال: قال موسى: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به. قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله، قال: كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله.


رواه ابن حبان والحاكم وصححه.


وللترمذي وحسنه عن أنس : سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: قال الله تعالى: يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة.

موعظة من سلك

عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ

 من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا ، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا ، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ

الراوي : أبو الدرداء

العِلْمُ نورٌ للعُقولِ وضِياءٌ للحَضاراتِ، وقد حَثَّ الإسْلام عَلى طَلبِ العِلْم النَّافِعِ بِكُلِّ فُروعِه؛ لِمَا فيه من إعْمارٍ للأَرْضِ وإقامةِ الدِّينِ الحَقِّ على الهُدى والنُّورِ والبَيِّناتِ، وجَعَلَ لِطُلابِ العِلْمِ ولِلعُلَماءِ مَنزِلةً رَفيعةً بين النَّاسِ


الخميس، 17 ديسمبر 2015

تكريمه صلى الله عليه وسلم



تكريمه صلى الله عليه وسلم بالنبوة وهو في مراحل خلق آدم:
فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي)
دعوة أبي إبراهيم إذ قال: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
وبشارة عيسى، إذ يقول الله عنه: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)
ورؤيا أمي: رأت أمه آمنة بنت وهب كأنه خرج منها نور عظيم أضاءت به قصور الشام. وفي لك للتنبيه على عظيم منة الله به وعموم رسالاته وشمول نفعه للعالمين، (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ - يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
فهذا النور العظيم، الذي فاض على العالم برسالته أعظم من نور الشمس والقمر، وأنفع للعباد من الغيث الكثير المنهمر. نور استنارت منه المشارق والمغارب والأقطار. ملأ الله به القلوب علما ويقينا وإيمانا، وشمل البسيطة عدلا ورحمة وخيرا وحنانا، طهر الله به الأخلاق من جميع الرذائل، واستكملت به جميع الفضائل، واستبدل به المؤمنون بعد الشرك إخلاصا لله وتوحيدا، وبعد الانحراف عن الحق هداية واستقامة وتوفيقا،
ومنها: أخذ العهد والميثاق على جميع الرسل والأنبياء قبله بوجوب اتباعه إذا أدركوه ؛ قال تعالي:( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ)
( يخبر تعالى أنه أخذ ميثاق كل نبي بعثه من لدن آدم عليه السلام، إلى عيسى عليه السلام، لَمَهْمَا آتى الله أحدَهم من كتاب وحكمة، وبلغ أيّ مبلَغ، ثم جاءه رسول من بعده، ليؤمنَنَّ به ولينصرَنَّه، ولا يمنعه ما هو فيه من العلم والنبوة من اتباع من بعث بعده ونصرته…. فالرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء دائما إلى يوم الدين؛
نسبٌ أضاءَ عمودهُ في رفعه…..كالصبـــــــح فيــــــــه ترفُّعٌ وضياءُ
وشمــــــــائلٌ شهدَ العدوُّ بفضلها….والفضلُ ما شهدت به الأعداء
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتقلب في أصلاب الأطهار الأشراف؛
وكما اختار الله له نسبه فقد كرمه الله باختيار اسمه ( محمد ) ليكون محمودا في الأرض وفي السماء؛
حفظ الإله كرامة لمحمد…..آباءه الأمجاد صوناً لاسمه
تزكيته صلى الله عليه وسلم في جميع صفاته وشئون حياته:
فقد زكاه ربه في كل شيء؛ زكاه في عقله فقال: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى) وزكاه في صدقه فقال: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى) وزكاه في علمه فقال: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) وزكاه في فؤاده فقال: (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) وزكاه في بصره فقال: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) وزكاه في صدره فقال: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) وزكاه في ذكره فقال: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) ، وزكاه كله فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم)
ومنها: عصمته صلى الله عليه وسلم من الناس.
فقد حفظه الله من تسلط أعدائه عليه بالقتل؛ أو منعه من تبليغ رسالة ربه. قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُحرَسُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)، فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ مِنَ الْقُبَّةِ ، فَقَالَ لَهُمْ : ( أَيُّهَا النَّاسُ ، انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ )
ومنها: تكريم وتوقير الصحابة له صلى الله عليه وسلممما أثار عجب الكثيرين؛ فهذا عروة بن مسعود الثقفي لما بعثته قريش ليتفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية؛ جعل يرمق الصحابة وإجلالهم وتوقيرهم للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فلما رجع قال لقومه:( أي قوم والله لقد وفدت على الملوك؛ على كسرى وقيصر والنجاشي؛ والله ما رأيت ملكا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا ؛ والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده؛ وإذا أمرهم ابتدروا أمره ؛ وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ؛  وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ؛ وما يحدون إليه النظر تعظيما له ؛ وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها.
وهذا زيد بن الدثنة قال له أبو سفيان حين قُدِّمَ ليقتل: ( أنشدك بالله يا زيد، أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك ؟ قال: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذى هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنى جالس في أهلى. قال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا
ومنها: أن الله أعطى نبيه صلى الله عليه وسلم عطايا خاصة دون بقية الأنبياء السابقينفعن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ؛ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ ؛ وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي؛ وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ؛ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنْ يَأْبَى؟! قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى)
لذلك يستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ» قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» . قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ» قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذا يكفى همك وَيكفر لَك ذَنْبك»
ومنها: أن الله أكرم أمة نبيه صلى الله عليهم وسلم بقصر العمر وكثرة الأجر والثواب: فقد أخرج البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أُجَرَاءَ؛ فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غُدْوَةَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتْ الْيَهُودُ. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ الْعَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتْ النَّصَارَى. ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عَلَى قِيرَاطَيْنِ؟ فَأَنْتُمْ هُمْ. فَغَضِبَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالُوا: مَا لَنَا أَكْثَرَ عَمَلًا وَأَقَلَّ عَطَاءً؟!! قَالَ: هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ؟! قَالُوا: لَا ؛ قَالَ: فَذَلِكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ) ، فمضاعفة الأجر مع قلة العمل وقصر الوقت، خصوصية وتكريم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.



اصحاب موسى

ومما زادني فخــراً وتيهـا ومما زادني فخــراً وتيهـا وكدت بأخمصي أطـأ الثُّريَّا دخولي تحت قولك ياعبادى وأَنْ أرسلت أحمـدَ لي نبيا اصحاب موسى...