الجمعة، 7 نوفمبر 2025

الجنة وأصحاب الجنة

  

الجنة وأصحاب الجنة 

منزلةالجنة فهي دار الكرامة ، الداخل فيها ينعم لا يبأس ، لا تبلى ثيابه ، ولا يفنى شبابه ، وفيها أعدَّ الله لعباده الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر

يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون

قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبيك ربنا وسعديك ، فيقول : هل رضيتم ، فيقولون : وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ، فيقول : أنا أعطيكم أفضل من ذلك ، قالوا : يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ) 

قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله تبارك وتعالى : تريدون شيئا أزيدكم ، فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟! ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟! .. فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم

 ذكرها سبحانه في كتابه الكريم فقال: { {مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِيهَآ أَنۡهَٰرٞ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٖ وَأَنۡهَٰرٞ مِّن لَّبَنٖ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُۥ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ خَمۡرٖ لَّذَّةٖ لِّلشَّٰرِبِينَ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ عَسَلٖ مُّصَفّٗىۖ وَلَهُمۡ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ وَمَغۡفِرَةٞ مِّن رَّبِّهِمۡۖ كَمَنۡ هُوَ خَٰلِدٞ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيمٗا فَقَطَّعَ أَمۡعَآءَهُمۡ} [سورة محمد:١٥]

قال تعالى: { سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم

صلى الله عليه وسلم ، فليس بعد بيانهما بيان ، فهل بعد هذا من مشمِّرٍ إلى الجنة ، فإن الجنة - ورب الكعبة - نورٌ يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر جار ، وفاكهة كثيرة نضيجة ، وزوجة حسناء 

جميلة


الثلاثاء، 4 نوفمبر 2025

اصحاب الفيل

 

دوسُ ذُو ثعلبان لما أمن الغلام

فاستنصَره على ذي نواس وجنودِه

 فبعث معه النجاشي سبعين ألفًا

أريَاط، 

ومعه في جنده 

أبرهة الأشرم، فاستولت

بنى لَه كنيسة يُقال لها الْقُلَّيْسَ وكتبَ إليه 

وَلَسْتُ بِمُنْتَهٍ حَتَّى أَصْرِفَ إلَيْهَا حَجَّ الْعَرَبِ

جاء رجل من العرب فلطخها

فخرج ابرها بجيش عرامرم لهدم الكعبه لانه علم ان الذي لطخ الكنيسه رجل من اهل مكه 

فلما وصل الى الكعبه لا طاقه لاحد في قتاله منذ خرجه الى ان وصل الكعبه فخرج اليه عبد المطلب فلما كلمه في ابل كانت له قال لما رايتك اهبتك ولما تكلمتني زهدتك 

فامر ابراها بالتحرك للجيش لهدم الكعبه وكان معهم فيه اليهابه وكل شيء 

وقمر عبد المطلب قومه يخرجون الى الجبال والشعاب 

وأمسك هو بحلقة باب الكعبة ودعا ربه أن لا يغلبن صليبهم أبدًا محالك

ووجَّهوه إلى مكة فَبَرَكَ، فبينما هم كذلك أرسل الله عليهم ﴿ طَيْرًا أَبَابِيلَ ﴾ (جماعات) ﴿ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ﴾ (طين مُتَحَجِّر) ﴿ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ (كورق زرع أكلته الدوابُّ وداسته). فجعلوا يفرُّون من

وكانت ولادته صلى الله عليه وسلم في هذا العام

الاثنين، 3 نوفمبر 2025

اصحاب القرية


رابط الفيديو 

https://youtu.be/RT1hZqvQu8Q?si=uYoo-7clI6W1V9V9 

وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلًا أَصۡحَٰبَ ٱلۡقَرۡيَةِ إِذۡ جَآءَهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ  إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزۡنَا بِثَالِثٖ فَقَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَيۡكُم مُّرۡسَلُونَ  قَالُواْ مَآ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا وَمَآ أَنزَلَ ٱلرَّحۡمَٰنُ مِن شَيۡءٍ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا تَكۡذِبُونَ  قَالُواْ رَبُّنَا يَعۡلَمُ إِنَّآ إِلَيۡكُمۡ لَمُرۡسَلُونَ  وَمَا عَلَيۡنَآ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ  قَالُوٓاْ إِنَّا تَطَيَّرۡنَا بِكُمۡۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهُواْ لَنَرۡجُمَنَّكُمۡ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ  قَالُواْ طَٰٓئِرُكُم مَّعَكُمۡ أَئِن ذُكِّرۡتُمۚ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ مُّسۡرِفُونَ  وَجَآءَ مِنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِينَةِ رَجُلٞ يَسۡعَىٰ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ  ٱتَّبِعُواْ مَن لَّا يَسۡـَٔلُكُمۡ أَجۡرٗا وَهُم مُّهۡتَدُونَ  وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ  ءَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِۦٓ ءَالِهَةً إِن يُرِدۡنِ ٱلرَّحۡمَٰنُ بِضُرّٖ لَّا تُغۡنِ عَنِّي شَفَٰعَتُهُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَا يُنقِذُونِ  إِنِّيٓ إِذٗا لَّفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ  إِنِّيٓ ءَامَنتُ بِرَبِّكُمۡ فَٱسۡمَعُونِ  قِيلَ ٱدۡخُلِ ٱلۡجَنَّةَۖ قَالَ يَٰلَيۡتَ قَوۡمِي يَعۡلَمُونَ  بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلۡمُكۡرَمِينَ 

السبت، 1 نوفمبر 2025

اصحاب الاعراف

 

أي: وبين أصحاب الجنة

 وأصحاب النار حجاب يقال له: { الأَعْرَاف } لا من الجنة ولا من النار، يشرف على الدارين، وينظر مِنْ عليه حالُ الفريقين، وعلى هذا الحجاب رجال يعرفون كلا من أهل الجنة والنار بسيماهم، أي: علاماتهم، التي بها يعرفون ويميزون، فإذا

نظروا إلى أهل الجنة نَادَوْهم { أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ } أي: يحيونهم ويسلمون عليهم، وهم - إلى الآن - لم يدخلوا الجنة، ولكنهم يطمعون في دخولها، ولم يجعل اللّه الطمع في قلوبهم إلا لما يريد بهم من كرامته.( وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار ) تعوذوا بالله ، ( قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ) يعني : الكافرين في النار

إنا كفيناك المستهزئين

وأخرج أبو نعيم في «الدلائل» بسندين ضعيفين عن ابن عباس في قوله : ص: 659 ]

إنا كفيناك المستهزئين ) قال : قد سلطت عليهم جبريل وأمرته بقتلهم فعرض للوليد بن المغيرة فعثر به فعصره عن نصل في رجله حتى خرج رجيعه من أنفه ، وعرض للأسود بن عبد العزى وهو يشرب ماء فنفخ في ذلك حتى انتفخ جوفه فانشق واعترض للعاصي بن وائل وهو متوجه إلى الطائف فنخسه بشبرقة فجرى سمها إلى رأسه وقتل الحارث بن قيس بلكزة فما زال يفوق حتى مات ، وقتل الأسود بن عبد يغوث الزهري .

  • وأخرج الطبراني في «الأوسط» والبيهقي وأبو نعيم كلاهما في «الدلائل» ، وابن مردويه بسند حسن والضياء في «المختارة» عن ابن عباس في قوله : ( إنا كفيناك المستهزئين 
  • قال : المستهزئون الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والحارث بن غيطلة السهمي والعاصي بن وائل فأتاه جبريل فشكاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراه الوليد ، فأومأ جبريل إلى أبجله فقال : ما صنعت شيئا ، قال : كفيتكه ، ثم أراه الأسود بن المطلب فأومأ إلى عينيه فقال : ما صنعت شيئا ، قال : كفيتكه ، ثم أراه الأسود بن عبد يغوث فأومأ إلى رأسه فقال : ما صنعت شيئا " فقال : كفيتكه . ثم أراه الحارث فأومأ إلى بطنه فقال : ما صنعت شيئا ، فقال : كفيتكه ، ثم أراه العاصي بن وائل فأومأ إلى أخمصه فقال : ما صنعت شيئا ، فقال كفيتكه ، فأما الوليد فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلا فأصاب أبجله فقطعها . وأما الأسود بن المطلب فنزل تحت سمرة فجعل يقول : يا بني ألا تدفعون عني قد هلكت أطعن بالشوك في عيني ، فجعلوا يقولون : ما نرى شيئا ، فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه . وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها . وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منه . وأما العاصي فركب إلى الطائف فربض على شبرقة فدخل في أخمص قدمه شوكة فقتلته .

الخميس، 30 أكتوبر 2025

أبو سفيان والاخنش وأبو سفيان


(ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) وقيل : لما رأى المشركون اجتهاده في العبادة قالوا ما أنزل عليك القرآن يا محمد إلا لشقائك ، فنزلت ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) أي لتتعنى وتتعب ، وأصل الشقاء في اللغة العناء

سلم ذكرَ محمدُ بنُ إسحاق، عن الزهري، في قصةِ أبي جهلٍ حين جاءَ يستمعُ قراءةَ النبيِّ صلى الله عليه ومن الليلِ، هو وأبو سفيانَ صخرُ بنُ حربٍ، والأخنسُ بنُ شريقٍ، ولا يشعرُ واحدٌ منهم بالآخرِ.فاستمعوها إلى الصباحِ، فلمّا هجمَ الصبحُ تفرقوا، فجمعتهم الطريقُ، فقالَ كلٌّ منهم للآخرِ: ما جاءَ بك؟ فذكرَ له ما جاءَ له ثم تعاهدوا ألّا يعودوا، لما يخافون من علمِ شبابِ قريشٍ بهم، لئلّا يفتتنوا بمجيئِهم. فلمّا كانت الليلةُ الثانيةُ جاءَ كلٌّ منهم ظنًّا أنّ صاحبَيه لا يجيئان، لما تقدمَ من العهودِ، فلمّا أجمعوا جمعتهم الطريقُ، فتلاوموا، ثم تعاهدوا ألّا يعودوا. فلمّا كانت الليلةُ الثالثةُ جاؤوا أيضًا، فلمّا أصبحوا تعاهدوا ألّا يعودوا لمثلها، ثم تفرقوا. فلمّا أصبحَ الأخنسُ بنُ شريقٍ أخذَ عصاهُ، ثم خرجَ حتى أتى أبا سفيانَ بنَ حربٍ في بيتِه، فقالَ: أخبرني يا أبا حنظلةَ عن رأيكَ فيما سمعتَ من محمدٍ؟ قال: يا أبا ثعلبةَ، واللهِ لقد سمعتُ أشياءَ أعرفها وأعرفُ ما يرادُ بها، وسمعتُ أشياءَ ما عرفتُ معناها ولا ما يرادُ بها. قالَ الأخنسُ: وأنا، والذي حلفتَ به. ثم خرجَ من عندِه حتى أتى أبا جهلٍ، فدخلَ عليه في بيتِه فقالَ: يا أبا الحكم، ما رأيكَ فيما سمعتَ من محمدٍ؟ قالَ: ماذا سمعت؟ 

تنازعنا نحن وبنو عبدِ منافٍ الشرفَ: أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الركبِ، وكنا كفرسي رهانٍ، قالوا: منّا نبيٌّ يأتيه الوحيُ من السماءِ

! فمتى ندركُ هذه؟ واللهِ لا نؤمنُ به أبدًا ولا نصدقهُ. فخلا

الأخنسُ بأبي جهلٍ فقالَ: يا أبا الحكم، أخبرني عن محمدٍ: أصادقٌ هو أم كاذبٌ؟ فإنّه ليسَ هاهنا من قريشٍ غيري وغيركَ يسمعُ كلامنا. فقالَ أبو جهلٍ: ويحكَ! واللهِ إنّ محمدًا لصادقٌ، وما كذبَ محمدٌ قط، ولكن إذا ذهبتْ 

بنو قصيّ باللواءِ والسقايةِ والحجابِ والنبوةِ، فماذا يكونُ لسائرِ قريشٍ؟

 فذلك قولهُ تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ

 الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (الأنعام: 33). (تفسير ابن كثير)

والأخنس بن شريق:

أقبل الى النبي (صلى اللّه عليه وسلم) في المدينة وأعلن اسلامه، وقال: انما جئت أريد الاسلام والله يعلم أني لصادق، ثم خرج من عند النبي (صلى اللّه عليه وسلم) فمر بزرع وحمر لبعض المسلمين، فأحرق الزرع، وعقر الحمر، فانزل الله تعالى فيه الآية 204 من سورة البقرة:

﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ

وكذلك نزلت فيه الآية 205 من نفس السورة:

﴿وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ

وهي تجري بهم في موج كالجبال في موج والسفينه تجري على الموج لأن الماء من فوق ومن تحت لانه قال اني مغلوب فانتصر التوكل على الله لا على الخلق

نوح قال لابنه اركب معنا فابى فكان من المغرقين

وابراهيم قال افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصبر فصار من النبيين

انا لله عبادا فطنا   طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا

نظروا فيها فلما علموا   انها ليست لحي وطنا

جعلوها لجه واتخذوا   صالح الاعمال فيها سفن  


اصحاب السفينة

 

{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوۡمِهِۦ فَلَبِثَ فِيهِمۡ أَلۡفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمۡسِينَ عَامٗا فَأَخَذَهُمُ ٱلطُّوفَانُ وَهُمۡ ظَٰلِمُونَ(١٤)فَأَنجَيۡنَٰهُ

 وَأَصۡحَٰبَ ٱلسَّفِينَةِ

 وَجَعَلۡنَٰهَآ ءَايَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ(١٥)}[سورة العنكبوت ١٤-١٥]

https://vt.tiktok.com/ZSyFv1Ujq/

يخبر تعالى عن حكمه وحكمته في عقوبة الأمم المكذبة، وأن اللّه أرسل عبده ورسوله نوحا عليه الصلاة السلام إلى قومه، يدعوهم إلى التوحيد وإفراد اللّه بالعبادة، والنهي عن الأنداد والأصنام، { فَلَبِثَ فِيهِمْ } نبيا داعيا { أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا } وهو لا يَنِي بدعوتهم، ولا يفتر في نصحهم، يدعوهم ليلا ونهارا وسرا وجهارا، فلم يرشدوا ولم يهتدوا، بل استمروا على كفرهم وطغيانهم، حتى دعا عليهم نبيهم نوح عليه الصلاة والسلام، مع شدة صبره وحلمه واحتماله، فقال: { رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } { فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ } أي: الماء الذي نزل من السماء بكثرة، ونبع من الأرض بشدة { وَهُمْ ظَالِمُونَ } مستحقون للعذاب.

وقال تعالى

وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُۥ لَن يُؤۡمِنَ مِن قَوۡمِكَ إِلَّا مَن قَدۡ ءَامَنَ فَلَا تَبۡتَئِسۡ بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ (36) وَٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡيُنِنَا وَوَحۡيِنَا وَلَا تُخَٰطِبۡنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ (37) وَيَصۡنَعُ ٱلۡفُلۡكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيۡهِ مَلَأٞ مِّن قَوۡمِهِۦ سَخِرُواْ مِنۡهُۚ قَالَ إِن تَسۡخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسۡخَرُ مِنكُمۡ كَمَا تَسۡخَرُونَ (38) فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن يَأۡتِيهِ عَذَابٞ يُخۡزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيۡهِ عَذَابٞ مُّقِيمٌ (39) حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِيهَا مِن كُلّٖ زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَآ ءَامَنَ مَعَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٞ (40) ۞وَقَالَ ٱرۡكَبُواْ فِيهَا بِسۡمِ ٱللَّهِ مَجۡر۪ىٰهَا وَمُرۡسَىٰهَآۚ إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ (41) وَهِيَ تَجۡرِي بِهِمۡ فِي مَوۡجٖ كَٱلۡجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ٱبۡنَهُۥ وَكَانَ فِي مَعۡزِلٖ يَٰبُنَيَّ ٱرۡكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ ٱلۡكَٰفِرِينَ (42) قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ فَلَا تَسۡـَٔلۡنِ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّيٓ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ  قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ  قِيلَ يَٰنُوحُ ٱهۡبِطۡ بِسَلَٰمٖ مِّنَّا وَبَرَكَٰتٍ عَلَيۡكَ وَعَلَىٰٓ أُمَمٖ مِّمَّن مَّعَكَۚ وَأُمَمٞ سَنُمَتِّعُهُمۡ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ  تِلۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهَآ إِلَيۡكَۖ مَا كُنتَ تَعۡلَمُهَآ أَنتَ وَلَا قَوۡمُكَ مِن قَبۡلِ هَٰذَاۖ فَٱصۡبِرۡۖ إِنَّ ٱلۡعَٰقِبَةَ لِلۡمُتَّقِينَ

( وهي تجري بهم في موج كالجبال ) والموج ما ارتفع من الماء إذا اشتدت عليه الريح ، شبهه بالجبال في عظمه وارتفاعه على الماء . ( ونادى نوح ابنه ) كنعان ، وقال عبيد بن عمير : سام ، وكان كافرا ، ( وكان في معزل ) عنه لم يركب في السفينة ( يا بني اركب معنا ) قرأ ابن عامر وحمزة وعاصم ويعقوب بإظهار الباء ، والآخرون يدغمونها في الميم ، ( ولا تكن مع الكافرين ) فتهلك .

الصبر الجميل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:  فإن الله أمر نبيه  بالصبر الجميل، فاصبر صبراً جميلاً   وبالهجر الجميل ، ...