السبت، 6 يونيو 2015

المد و أقسامه

الدرس الثالث واالعشرون
11 المد و أقسامه
س40 ـ عرف المد ـ واذكر أقسامه ، وعرف كل قسم منها ، مع التمثيل .
قال صاحب التحفة :
وَالْمَـدُّ أَصْلِـيٌّ وَ فَرْعِـيٌّ لَــهُ
وَسَــمِّ أَوَّلاً طَبِيعِـيًّـا وَهُـــو
مَا لاَ تَوَقُّـفٌ لَـهُ عَلَـى سَبَـبْ
وَلا بِدُونِـهِ الحُـرُوفُ تُجْتَـلَـبْ
بلْ أَيُّ حَرْفٍ غَيْرُ هَمْزٍ أَوْ سُكُونْ
جَا بَعْـدَ مَـدٍّ فَالطَّبِيعِـيَّ يَكُـونْ
وَالآخَرُ الْفَرْعِـيُّ مَوْقُوفٌ عَلَـى
سَبَبْ كَهَمْـزٍ أَوْ سُكُـونٍ مُسْجَـلا
حُـرُوفُـهُ ثَـلاَثَـةٌ فَعِـيـهَـا
مِنْ لَفْظِ وَايٍ وَهْيَ فِـي نُوحِيهَـا
وَالكَسْرُ قَبْلَ الْيَا وَقَبْلَ الْواوِ ضَـمْ
شَرْطٌ وَفَتْـحٌ قَبْـلَ أَلْـفٍ يُلْتَـزَمْ
وَاللِّيـنُ مِنْهَـا الْيَا وَوَاوٌ سُكِّـنَـا
إِنِ انْفِتَـاحٌ قَبْـلَ كُـلٍّ أُعْلِـنَـا
ج ـ المد : هو إثبات حرف من أحرف العلة الثلاثة ( الواو ، والألف ، والياء ) من غير زيادة عليه ، أو معها ( أي مع الزيادة) . ويشترط في الواو أن يكون مضموما ما قبلها نحو : يقول ، وفي الياء أن يكون مكسورا ما قبلها ، نحو : قيل ، أو أن يكون كل منهما ( أي الواو ، والياء ) ساكنا مفتوحاً ما قبله نحو : خَوْف وبَيْت ، وأما الألف فلا يكون ما قبلها إلا مفتوحا نحو : قال
وقد اجتمعت الأحرف الثلاثة في ( نُوحِيهَا ) ، وتسمى ( أحرف مد ولين ) . أما الألف فتسمى بذلك دائما . وأما الواو ، والياء ( فتسميان حرفي مد ) إذا سبقتا بحركة متجانسة ، بأن سُبِقَت الواو بالضمة ، والياء بالكسرة ، كيقول ، ويطول ، ويجئ ، ويبيع ، لأن الواو يناسبها ضم ما قبلها ، والياء يناسبها كسر ما قبلها ( وتسميان حرفي لين ) إذا سَكَنَتَا وفُتِحَ ما قبلهما نحو : خَوف ، وبَيت .
أقسام المد
ينقسم المد إلى قسمين : (1) أصلى . (2) فرعى .
(1) فالأصلي: هو الذي ليس بعده همز ولا سكون ، كألف العالمين ، وياء فيها ، واو نوحيها ( ويسمى طبيعيا ) أيضا ، أي أنه يسمى أصليا ويسمى طبيعيا ، لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن مقداره الذي هو ألف ، والألف حركتان بحركة الأصبع .
(2) والفرعي : هو الذي بعده همز أو سكون نحو : جاء ـ يا أيها ـ نستعين ـ الضالين ـ وأقسامه أربعة .
(1)متصل . (2) منفصل . (3) عارض للسكون . (4) لازم .
قال صاحب التحفة :
لِلْمَـدِّ أَحْـكَـامٌ ثَـلاَثَـةٌ تَـدُومْ
وَهْيَ الْوُجُوبُ وَالْجَوَازُ وَاللُّـزُومْ
فَوَاجِبٌ إِنْ جَاءَ هَمْـزٌ بَعْـدَ مَـدْ
فِـي كِلْمَـةٍ وَذَا بِمُتَّصِـلٍ يُـعَـدْ
وَجَائِـزٌ مَـدٌّ وَقَصْـرٌ إِنْ فُصِلْ
كُـلٌّ بِكِلْمَـةٍ وَهَـذَا المُنْفَـصِـلْ
وَمِثْـلُ ذَا إِنْ عَرَضَ السُّـكُـونُ
وَقْـفًـا كَتَعْلَـمُـونَ نَسْتَـعِـيـنُ
أَوْ قُـدِّمَ الْهَمْـزُ عَلَى المَـدِّ وَذَا
بَـدَلْ كَآمَـنُـوا وَإِيمَـانًـا خُـذَا
وَلاَزِمٌ إِنِ الـسُّـكُـونُ أُصِّـلاَ
وَصْـلاً وَوَقْفًـا بَعْـدَ مَـدٍّ طُوِّلاَ
فالمتصل : هو الذي بعده همز في كلمته نحو : جَاءَ ويَجِئُ ، وشاء ويشاء ، وجِيءَ ، سِىءَ ، والسُّوء ، وتَفِئ ، وأولاء ، وأولياء ، وغير ذلك . ( وسمى متصلا ) لاتصال حرف المد بالهمز في كلمة .
والمنفصل : هو الذي بعده همز في غير كلمته ، نحو : ياأيها . يا أهل . إنا أنزلناه . إنا أعطيناك . لا أعبد . ولا أنتم . ما أعبد . ولا أنا . يدا أبي . ما أغنى . وغير ذلك . ( وسمى منفصلا ) لانفصال حرف المد عن الهمز ، حيث كان حرف المد في كلمة والهمز في كلمة أخرى .
والعارض : هو الذي بعده سكون ثابت وقفا لا وصلا ، نحو : الرحيم . الدين . نستعين . المستقيم . المتقين . ينفقون . يوقنون . المفلحون . وغير ذلك ، ونحو : بيت ، وخوف . ( وسمى عارضا ) لعروض المد الزائد بعروض السكون . بمعني أن هذه الألفاظ المتقدمة ونحوها ، تمد في حالة الوصل مدا طبيعيا قدره حركتان كما تقدم . وتكون أواخرها في هذه الحالة متحركة . فإذا وقف عليها سكنت ( فهي في الوصل متحركة ) . ( وفي الوقف ساكنة ) فجاز مدها زيادة عن المد الطبيعي ، فيكون هذا المد الزائد عارضا بسبب عروض السكون لأجل الوقف وهذا هو معنى عروض السكون الذي انبني عليه عروض المد الزائد عن الأصل وترتب عليه تسمية هذا المد ( عارضا ) .
واللازم : هو الذي بعده سكون ثابت وصلا ووقفا ، نحو : دآبة ، آلآن ، الم . ( وسمى لازما ) للزوم السكون وصلا ووقفا بخلاف العارض فإن سكونه ثابت وقفا لا وصلا ، كما تقدم . وسيأتي للازم تقسيم في الدرس التالي يستوفى فيه حقه ( بمشيئة الله تعالى ) جعلنا الله ممن يعطى كل ذى حق حقه بمنه وكرمه . آمين .
 الدرس الرابع والعشرون
أقسام المد اللازم
س41 ـ عرف المد اللازم ، واذكر أقسامه . وعرف كل قسم منها ، مع التمثيل .
قال صاحب التحفة :
أَقْـسَـامُ لاَزِمٍ لَدَيْـهِـمْ أَرْبَـعَـهْ
وَتِلْكَ كِلْمِـيٌّ وَحَـرْفِـيٌّ مَـعَـهْ
كِلاَهُمَـا مُـخَـفَّـفٌ مُـثَـقَّـلُ
فَـهَــذِهِ أَرْبَـعَــةٌ تُـفَـصَّـلُ
فَإِنْ بِكِلْمَـةٍ سُـكُـونٌ اجْتَـمَـعْ
مَعْ حَرْفِ مَدٍّ فَهْـوَ كِلْمِـيٌّ وَقَـعْ
أَوْ فِي ثُلاَثِـيِّ الحُـرُوفِ وُجِـدَا
وَالمَـدُّ وَسْطُـهُ فَحَـرْفِـيٌّ بَــدَا
كِلاَهُـمَـا مُثَـقَّـلٌ إِنْ أُدْغِـمَـا
مَخَفَّـفٌ كُـلٌّ إِذَا لَــمْ يُدْغَـمَـا
وَاللاَّزِمُ الْحَرْفِـيُّ أَوَّلَ الـسُّـوَرْ
وُجُـودُهُ وَفِـي ثَمَـانٍ انْحَـصَـرْ
يَجْمَعُهَا حُرُوفُ كَمْ عَسَـلْ نَقَـصْ
وَعَيْنُ ذُو وَجْهَيْنِ والطُّولُ أَخَـصْ
وَمَا سِوَى الحَرْفِ الثُّلاَثِي لاَ أَلِـفْ
فَـمَـدُّهُ مَـدًّا طَبِيعِـيًّـا أُلِــفْ
وَذَاكَ أَيْضًا فِـي فَوَاتِـحِ السُّـوَرْ
فِي لَفْظِ حَيٍّ طَاهِـرٍ قَـدِ انْحَصَـرْ
وَيَجْمَـعُ الْفَوَاتِـحَ الأَرْبَعْ عَشَـرْ
صِلْهُ سُحَيْرًا مَنْ قَطَعْكَ ذَا اشْتَهَـرْ
ج ـ المد اللازم : هو الذي بعده سكون ثابت وصلا ووقفا . وأقسامه أربعة :
(1) كلمي مثقل . (2) وكلمي مخفف . (3) حرفي مثقل . (4) حرفي مخفف ،
وإن شئت فقل كلمي وحرفي وكل منهما ( إما مثقل ، وإما مخفف ) .
فالكلمي المثقل : هو الذي بعده سكون ثابت وصلا ووقفا في كلمة مع الإدغام . نحو : الحآقة . الطآمة . الصآخة . الضآلين . ونحو : أَتُحَآجُّونِّي . حآجك . وغير ذلك . ( وسمى كلميا) لاجتماع المد والسكون في كلمة . والمراد بالكلمة هنا : الاسم والفعل . ولذلك مثلت لك بأمثلة للاسم . وهي : ( الحآقة . والضالين . وما بينهما ) ومثلت لك بمثالين للفعل وهما ( أأَتُحَآجُّونِّي . وحَآجَّك ) ولم أمثل للحرف كما صنع علماء التجويد فإنهم لم يمثلوا للكلمي بمثال للحرف، فدل ذلك على ما قلته لك من أن المراد بالكلمة هنا خصوص الاسم والفعل لا الحرف . ولذلك سمى كلميا نسبة للكلمة . ويقابله الحرفي نسبة للحرف المقابل للاسم والفعل بخلاف الكلمة في علم النحو فإن المراد بها الأنواع الثلاثة الاسم والفعل والحرف فتأمل جيدا .و( سمى مثقلا ) لكونه مدغما .
والكلمي المخفف : هو الذي بعده سكون ثابت وصلا ووقفا في كلمة من غير إدغام ، نحو : آلآن . ومحياي ، عند من سكن الياء الأخيرة . ( وسمى كلميا ) لاجتماع المد والسكون في كلمة ( وسمى مخففا ) لعدم الإدغام .
والحرفي المثقل : هو الذي بعده سكون ثابت وصلا ووقفا في حرف مع الإدغام ، نحو : لم . والشاهد في ( لام ) لا في ( ميم ) كما يأتى . ولم يوجد له مثال في القرآن غير هذا فيما أعلم . والله أعلم . ( وسمى حرفيا ) لاجتماع المد والسكون في حرف ( وسمى مثقلا ) لكونه مدغما .
والحرفي المخفف : هو الذى بعده سكون ثابت وصلا ووقفا من غير إدغام ، نحو : ( م . ص. ل ـ من ( الر ) . ك . س . ق . ن . ) ، ( وسمى حرفيا ) لاجتماع المد والسكون في حرف ( وسمى مخففا ) لعدم الإ دغام .
تنبيه
اللازم الحرفي لا يكون في شىء من القرآن إلا في ( فواتح السور ) وهي أربعة عشر حرفا ، جمعها صاحب التحفة بقوله : ( صِلْهُ سُحَيْرَاً مَنْ قَطَعْكَ ) وهي ( صاد . لام . ها . سين . حا . را . ألف . ميم . نون . قاف . طا . عين . كاف . ) .( ومعنى هذه الجملة ) أن من قطعك فلا تقطعه كما قطعك ، بل صله مبادرا إلى صلته جدا وزره في وقت السحر ( وهو الثلث الأخير من الليل ) وإن كان هذا الوقت غير مناسب للزيارة ( والمقصود المبالغة في المبادرة إلى الصلة ) هكذا فهمت . والله أعلم . نسأله التوفيق والهداية لأقوم طريق .
وهذه الفواتح الأربع عشر ليست كلها مواضع للازم الحرفي ، بل منها مواضع له ، ومنها مواضع لغيره كما يتضح بعد .
فإن الذي يمد منها مدا لازما ( ثمانية أحرف ) مذكورة في قول بعضهم ( سنقص علمك ) ـ وهى ( سين ـ نون ـ قاف ـ صاد ـ عين ـ لام ـ ميم ـ كاف ) ، ولا يخفى عليك استخراجها من الفواتح ، وما عدا ذلك ، لا يمد مدا لازما ، بل منه ما يمد مدا طبيعيا ، ومنه ما لايمد أصلا ، لا أصليا ولا فرعيا .
فالذي يمد مدا طبيعيا ( خمسة أحرف ) مذكورة في قول ذلك البعض ( حي طهر ) ، وهي : ( حا ـ يا ـ طا ـ ها ـ را ) ولايخفى عليك استخراجها من الفواتح أيضا . والذي لا يمد أصلا ، هو ( ألف ) من قوله تعالى : ( الم ـ الر ) أو غيرهما مما لا يخفى على حافظ . جعلك الله تعالى من الحافظين المتقنين المجودين المجيدين . ثم إن الأحرف الثمانية التي تمد مدا لازما المجموعة في ( سنقص علمك ) أو المجموعة في قولي ( نقص عسلكم . أوعسلكم نقص ) لا !! سامح الله أو ( كم عسل نقص ) كما قال صاحب التحفة ، وبعضها يجوز فيه الخروج عن هذا بحيث يمد أربع حركات ( وهو المسمى بالتوسط ) . كما يجوز فيه عدم الخروج ، بحيث يمد ست حركات ، كما هو الشأن في المد اللازم ، كما سيتضح لك في الدرس التالي الخاص بأحكام المد بأقسامه . والله أعلم .

المتجانسان



الدرس الحادى والعشرون
المتجانسان
س34ـ عرف المتجانسين . واذكرأقسامه وعرف كل قسم منهما ، وبين حكمه مع التمثيل .
ج ـ المتجانسان :هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجا واختلفا صفة ، كالدال والتاء ، نحو : قد تبين .
أما اتحادهما فلأنهما يخرجان من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا .
وأما اختلافهما في الصفة فإن الدال لها ست صفات . والتاء لها خمس . فإن صفات الدال : الجهر . الشدة . الاستفال .الانفتاح. الإصمات . القلقلة . وإن صفات التاء : الهمس . الشدة . الاستفال . الانفتاح . الإصمات .

تنبيه
بالتامل البسيط يتضح لك أن الدال والتاء متفقتان في أربع صفات مختلفتان فيما عداها .
وأقسامه ثلاثة : (1) صغير . (2) كبير . (3) مطلق .
الصغير : هو أن يكون الحرف الأول ساكنا والثاني متحركا نحو : هَمَّت طائفة . وحكمه الإظهار إلا في خمسة أحرف فيجب إدغامها . وهي : ( أى الأحرف الخمسة ) الباء . التاء . الثاء . الدال . الذال . ولكن لايجب إدغامها في كل حرف يذكر بعدها بل في أحرف خاصة .
(1)أما الباء فتدغم في الميم من ( اركب معنا ) خاصة .
(2)وأما التاء فتدغم في الدال ، وفي الطاء ، نحو : ( أَثْقَلَتْ دَعَوَا . هَمَّت طائفة ) .
(3)وأما الثاء فتدغم في الذال نحو : ( يَلْهَثْ ذَلك ) .
(4)وأما الدال فتدغم في التاء نحو : ( قد تَبَيَّن ) .
(5)وأما الذال فتدغم في الظاء نحو : (إذْ ظَلَمْتُم ) .
الكبير : هو أن يكون الحرفان متحركين نحو : الصالحاتِ طُوبى ، وحكمه الإظهار .
المطلق : هو أن يكون الحرف الأول متحركا والثاني ساكنا .عكس الصغير . نحو : الميم والباء من ( مبعوثون ) وحكمه الإظهار . والله سبحانه وتعالى أعلم .

تطبيق ثان وعشرون
س35ـ اذكر الأحكام الموجودة في الأمثلة الآتية مع بيان أسمائها :
( ارْكَبْ مَعَنَا . أَثْقَلَتْ دَعَوَا . هَمَّتْ طَائِفَةٌ . يَلْهَثْ ذَلِكَ . قَد تَّبَيَّنَ . إِذْ ظَلَمْتُمْ . الصَّالِحَاتِ طُوبَى . مَبْعُوثُونَ ) .
الكلمة
اسمها
حكمها
ارْكَبْ مَعَنَا
متجانسان صغير
الإدغام
أَثْقَلَتْ دَعَوَا
" "
"
هَمَّتْ طَائِفَةٌ
" "
"
يَلْهَثْ ذَلِكَ
" "
"
قَد تَّبَيَّنَ
" "
"
إِذْ ظَلَمْتُمْ
" "
"
الصَّالِحَاتِ طُوبَى
" كبير
الإظهار
مَبْعُوثُونَ
" مطلق
"
تنبيه
لما كان مبحث المثلين ، والمتقاربين ، والمتجانسين ، من الصعوبة بمكان ، رأيت من الواجب بعد الشرح الوافي الذي تقدم ، أن أذكر لك ملخصا جامعا لهذه الأشياء الثلاثة ، فأقول :
الدرس الثاني والعشرون
ملخص
(المثلين والمتقاربين والمتجانسين )
المثلان
قال صاحب التحفة :
إِنْ فِي الصِّفَاتِ وَالمَخَـارِجِ اتَّفَـقْ
حَرْفَـانِ فَالْمِثْـلاَنِ فِيهِمَـا أَحَـقْ
وَإِنْ يَكُونَـا مَخْـرَجًـا تَقَـارَبَـا
وَفِـي الصِّفَـاتِ اخْتَلَفَـا يُلَقَّـبَـا
مُتَقَارِبَـيْـنِ أَوْ يَكُونَـا اتَّـفَـقَـا
فِي مَخْـرَجٍ دُونَ الصِّفَـاتِ حُقِّقَـا
بِالْمُتَجَانِسَـيْـنِ ثُـمَّ إِنْ سَـكَـنْ
أَوَّلُ كُــلٍّ فَالصَّغِـيـرَ سَمِّـيَـنْ
أَوْ حُرِّكَ الحَرْفَانِ فِي كُـلٍّ فَقُـلْ
كُـلٌّ كَبِيـرٌ وافْهَمَـنْـهُ بِالْمُـثُـلْ
المثلان : هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجا وصفة كالبائين والدالين ، وأقسامة ثلاثة ، صغير ـ كبير ـ مطلق .
فالصغير : هو أن يكون الحرف الأول ساكنا والثاني متحركا نحو : اضرب بعصاك ـ وقد دخلوا ، وحكمه وجوب الإدغام إلا إذا كان الحرف الأول حرف مد أو هاء سكت ، نحو : ( قالوا وهم ـ ماليه هلك ) فيجب الإظهار في الأول ، ويجوز الإدغام والإظهار في الثاني ، ومن ذلك يتبين أن المثلين الصغير تارة يجب فيه الإدغام ، وتارة يجب فيه الإظهار ، وتارة يجوز فيه الأمران : الإدغام ، والإظهار ، فيجب الإدغام إذا لم يكن الحرف الأول حرف مد ، ولا هاء سكت نحو : ( اضرب بعصاك ـ وقد دخلوا ) ، ويجب الإظهار إذا كان الحرف الأول حرف مد نحو: ( قالوا وهم ) لئلا يزول المد بالإدغام ،ويجوز الأمران: الإدغام والإظهار إذا كان الحرف الأول هاء سكت نحو ( ماليه هلك ) .
والكبير : هو أن يكون الحرفان متحركين ، نحو : ( فيه هدى ـ الرحيم مالك ) وحكمه وجوب الإظهار عند جميع القراء ماعدا السوسي فإنه يوجب الإدغام .
والمطلق : هو أن يكون الحرف الأول متحركا والثاني ساكنا نحو : ( ننسخ ـ شققنا ) ، وحكمه وجوب الإظهار عند جميع القراء من غير خلاف ، وسمي مطلقا لأنه أطلق عن التقييد بالصغير والكبير .
المتقاربان
المتقاربان : هما الحرفان اللذان تقاربا مخرجا وصفة ، أو مخرجا لا صفة ، أوصفة لا مخرجا . فالأول كاللام والراء نحو : ( قل رب ) ، والثاني كالدال والسين نحو: ( قد سمع ) ، والثالث كالشين والسين نحو ( العرش سبيلا ) .
وأقسامة ثلاثة : صغير ، وكبير ، ومطلق .
الصغير : هو أن يكون الحرف الأول ساكنا والثاني متحركا نحو : ( قد سمع ) وحكمه الإدغام عند بعض القراء ، والإظهار عند البعض كحفص إلا اللام مع الراء فيجب إدغامها فيها ، أي إدغام اللام في الراء عند الجميع نحو : ( قل رب ـ بل رفعه الله ) ماعدا ( بل ران ) فيجب فيها الإظهار ، أي إظهار اللام دون إدغامها عند حفص للزومه للسكت .
الكبير : هو أن يكون الحرفان متحركين نحو : ( عدد سنين ـ العرش سبيلا ) وحكمه الإظهار عند جميع القراء ماعدا السوسي، فيقول بالإدغام .
المطلق : هو أن يكون الأول متحركا والثاني ساكنا كاللام والياء ، نحو : عليك . إليك ، وحكمه الإظهار عند الجميع ، أي جميع القراء .
المتجانسان
المتجانسان :هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجا واختلفا صفة ، كالدال والتاء ، نحو : قد تبين وأقسامه ثلاثة :صغير وكبير ومطلق.
الصغير : هو أن يكون الحرف الأول ساكنا والثاني متحركا نحو : همت طائفة . وحكمه الإظهار إلا في خمسة أحرف فيجب إدغامها . وهي : الباء . التاء . الثاء . الدال . الذال .
أما الباء فتدغم في الميم من ( اركب معنا ) خاصة .
وأما التاء فتدغم في الدال ، وفي الطاء ، نحو : ( أثقلت دعوا . همت طائفة ) .
وأما الثاء فتدغم في الذال نحو : ( يلهث ذلك ) .
وأما الدال فتدغم في التاء نحو : ( قد تبين ) .
وأما الذال فتدغم في الظاء نحو : (إذ ظلمتم ) .
الكبير : هو أن يكون الحرفان متحركين نحو : ( الصالحات طوبى ) ، وحكمه الإظهار .
المطلق : هو أن يكون الحرف الأول متحركا والثاني ساكنا نحو : الميم والباء من ( مبعوثون ) وحكمه الإظهار . (والله أعلم ) .
وفي هذا القدر كفاية ، حتى إذا ما قيل لك :
س36 ـ عرف المثلين ، والمتقاربين ، والمتجانسين ، واذكر أقسامها ، وعرف كل قسم منها مع التمثيل .
أمكنك ( بإذن الله تعالى ) أن تجيب على هذا السؤال نقطة نقطة من غير عناء ولا تعب . كذلك إذا سئلت عن أى نوع من الأنواع الثلاثة على حدته بأن قيل لك :
س37ـ عرف المثلين واذكر أقسامه وعرف كل قسم منها وبين حكمه مع التمثيل ، أو قيل لك :
س38ـ عرف المتقاربين واذكر أقسامه وعرف كل قسم منها وبين حكمه مع التمثيل ، أو قيل لك :
س39ـ عرف المتجانسين واذكر أقسامه وعرف كل قسم منها وبين حكمه مع التمثيل .
أمكنك أيضا ( بمشيئة الله تعالى ) أن تجيب على أي سؤال من هذه الأسئلة الثلاثة ( بذكر ما يناسبه مما هو موجود بالملخص ) .

ويليه (11 المد و أقسامه)

اصحاب القرية

  وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلًا أَصۡحَٰبَ ٱلۡقَرۡيَةِ إِذۡ جَآءَهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ  (13)  إِذۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهِمُ ٱثۡنَيۡنِ فَكَذَّبُوهُمَا...