الخميس، 10 ديسمبر 2015

تحقيق الأمن والأستقرار



تحقيق الأمن والأستقرار
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )( البقرة 126)
أن الدنيا إذا طلبت ليتقوى بها على الدين ، كان ذلك من أعظم أركان الدين ، فإذا كان البلد آمنا وحصل فيه الخصب تفرغ أهله لطاعة الله تعالى ، وإذا كان البلد على ضد ذلك كانوا على ضد ذلك وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) مكة )، نزلت في الحرث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف ، وذلك أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إنا لنعلم أن الذي تقول حق ، ولكنا إن اتبعناك على دينك خفنا أن تخرجنا العرب من أرضنا مكة . وهو معنى قوله : ( نتخطف من أرضنا ) ، والاختطاف : الانتزاع بسرعة . قال الله تعالى : ( أولم نمكن لهم حرما آمنا ) وذلك أن العرب في الجاهلية كانت تغير بعضهم على بعض ، ويقتل بعضهم بعضا ، وأهل مكة آمنون حيث كانوا ، لحرمة الحرم ، ومن المعروف أنه كان يأمن فيه الظباء من الذئاب والحمام من الحدأة ،
ولا ريب أن هناك حالات يفرض فيها على العاقل الابتعاد عن الناس, سواء أكان ذلك لأسباب عامة، أم كان لدواع شخصية، وذلك ما يحدث -مثلًا- في فترات الاضطراب الاجتماعي. والواقع أنه عندما يسيطر الغموض والبلبلة سيطرة شاملة على العقول، فإن الصلة بالبيئة تدفع كل فرد، إلى أن ينتحي جانبًا، دون أن يملك لذلك دفعًا، وهذا الاتجاه المحتوم إلى تمزيق الأمة ينتهي غالبًا إلى الحرب الأهلية وهو ما أوصانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نتجنب مغامراته، وأن نلوذ منه بالفرار في أي مكان، فقال فيما روي عن أبي هريرة: "ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد فيها ملجأ أو معاذًا فليعذ به
قَدْ بَلَوْتُ النَّاسَ حَتَّى ... لَمْ أَجِدْ شَخْصًا أَمِينَا
وَانْتَهَتْ حَالِي إِلى أَن ... صِرْتُ في البَيْتِ حَزِينَا
أَمْدَحُ الوَحْدَةَ حِينًا ... وَأَذُّمُ الْجَمْعَ حِينَا
إِنَّمَا السَّالِمُ مَنْ لَمْ ... يَتَّخِذْ خَلْقًا قَرِينَا

وَفِي الْحَدِيثِ الذي رَوَاهُ التِّرْمِذِي وَغَيْرُه عَنْ عَلَيَّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -
قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم – (إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنٌ). قُلْتُ: فمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللهُ، وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسُنُ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ وَلاَ تَشْبَعُ مِنْهُ العُلَماءُ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
وكما كان البعد عن شرع الله سببًا للعداوة والبغضاء بين الناس، فإن التقرب من الله عز وجل سبب لإلقاء الحب في قلوب الناس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته ولا بد له منه ) .
هنيئًا محبة الله
التأليف بين قلوب المسلمين يعد من أعظم النعم التي امتن الله بها على أهل الإسلام، إذ به تجتمع الكلمة ويتوحد الصف ويتماسك بنيان المجتمع أمام عوادي الزمن وفي الأزمات، وكل من سعى إلى تحقيق ذلك والدعوة إليه فقد ذكَّر بالنعمة التي ذكَرَها الله في قوله:
(وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إذ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا).
ومن آداب الإسلام العظيمة، ومقاصده النبيلة، الحثُّ على التآلف، والتحابِّ، والمودة، ورتَّب الأجر الجزيل على من اتبع تعاليمه، وإرشاداته، ومن أعظم ما يُدخل الألفة والمحبَّة والمودة، إفشاء السلام، وهو نشره بين الناس؛ لإحياء سنته صلى الله عليه وسلم.
ويثمر حب الله للعبد حب الناس له أيضًا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانًا فأحبه قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانًا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانًا فأبغضه. فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانًا فأبغضوه. قال: فيبغضونه. ثم يوضع له البغضاء في الأرض ) .
وكان هرم بن حيان يقول: ( ما أقبل أحد بقلبه على الله تعالى إلا أقبل الله تعالى بقلوب أهل الإيمان إليه حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم )
ومن النعم التي أنعم الله تعالى بها على عباده المؤمنين؛ نعمة التآلف بين قلوبهم، قال تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا). وهذه النعمة لا تقدر قيمتها بمال، فالتآلف بين القلوب يعادل بل يفوق كنوز الأرض جميعًا: (لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [ الأنفال: 63]
ولبيان أهمية الحب والألفة -والتي قد تسبق أهمية الغذاء والرزق- كانت دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).
وتدلنا الآيات الكريمة على أن ندعو المولى ألا يجعل في قلوبنا غلاًّ للذين أمنوا: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)
الحب والإيمان
الحب والمودة هدية من مقلب القلوب
وتوجد علاقة وطيدة بين الإيمان والحب؛ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا.. ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) .
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْصِنٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدا لأول منزل
ولبعض شيوخنا في هذا المعنى:
فحي على جنات عدن فإنها ... منازلك الأولى وفيهم المخيم
ولكننا سبي العدو فهل ترى ... نعود إلى أوطاننا ونسلم
وقد زعموا أن الغريب إذا نأى ... وشطت به أوطانه فهو مغرم
فأي اغتراب فوق غربتنا التي ... لها أضحت الأعداء فينا تحكم
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ )


الخميس، 3 ديسمبر 2015

واعتصموا بحبل الله



واعتصموا بحبل الله
حتمية التضامن العربي والدفاع عن الوطن والشعوب
قال تعالى
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103))(آل عمران)
عن ابن مسعود قال : إن هذا الصراط محتضر تحضره الشياطين ينادون : يا عبد الله، هلم، هذا الطريق . ليصدوا عن سبيل الله، فاعتصموا بحبل الله، فإن حبل الله القرآن
أما ترين المنــايا كيف تلقـطنا *** لقـطا وتلحـق أخرانا بأولانـا
في كل يوم لنـا ميت نشــيعه *** نـرى بمصـرعه آثـار موتـانا
يا نفـس مالي وللأمـوال أتركها *** خلفي وأخـرج من دنياي عريانا
فقد برأ الله نبيه صلى الله عليه وسلم من أهل التفرق:
قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) (الأنعام/159)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن هذا القرآن سبب ؛ طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا )
يا مَنْ يرى مدَّ البعوضِ جناحها
يا مَنْ يرى مدَّ البعوضِ جناحها ***في ظلمةِ الليـلِ البهيـمِ الأليـلِ
ويرى بياض العين حول سوادها ***وجبينها وسط السـواد الأكحـل
ويرى خفي الروح من أنفاسهـا*** وخروجه من أنفها فـي معـزل
ويرى جفون عيونها في غمضها ***والهدب في تلك العيـون الدبّـل
ويرى نياط عروقها في نحرهـا ***والمخ في تلـك العظـام النحـل
ويرى خرير دمائها في جسمهـا ***متنقلاً من مفصل ٍ فـي مفصـل
ويرى حنين جنينها في بطنهـا ***في ظلمة الأحشـاء دون تنقـل
ويرى مكان الوطء من أقدامهـا ***/وحثيثها في سيرها المستعجـل
وجاء في موعظة الرسول صلى الله عليه وسلم (أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ( ثم قال(وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)   وفي رواية أخرى (كتاب الله وسنتي)
ومن حديث يرويه العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  (وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)
وبالجماعة يُغاظ الكافرون:
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنهم –اليهود-لا يحسُدونا على شيءٍ كما يحسُدونا على يومِ الجمعة التي هدانا الله لها وضلُّوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين)رواه أحمد في المسند.
والذي يجمع بين هذه الثلاثة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم كونها تبين وحدة المسلمين وتجسدها، ولهذا حسدونا على ذلك.
فهذا يغيظهم وإغاظة هؤلاء مطلب شرعي. قال تعالى: (وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ) (التوبة: 120).
وتأمل هذا المثل الذي ضربه نبينا صلى الله عليه وسلم؛ عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى) متفق عليه.
مالي سوى قرعي لبابك حيلة ... فلئن رددت فأي باب أقرع
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه ... إن كانفضلك عن فقيرك يمنع
حاشا لجودك أن تقنط عاصيا ... الفضل أجزل والمواهب أوسع
ثم الصلاة على النبي وآله ... خير الأنام ومن به يتشفع
قال سبحانه: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، فبين سبحانه أن الاجتماع رحمة وأن الفرقة هلاك وعذاب فقال سبحانه: (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ)، لا يزال الخلق مختلفين إلا من رحم الله فإنهم لم يختلفوا فدل على أن الاجتماع رحمة (إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ)، فدل على أن الاجتماع رحمة وأن الفرقة عذاب وشقاء وتناحر وتخاصم وتقاتل وعداوات وثارات أما الاجتماع فإنه رحمة، رحمة من الله يتراحم بها المؤمنون ويجتمعون على طاعة الله وأما الكفار والمنافقون (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىفالاجتماع ليس بالأبدان فقط وإنما الاجتماع بالقلوب هو اجتماع القلوب ولو تفرقت الأبدان وأما إذا اجتمعت الأبدان والقلوب متفرقة فإن هؤلاء لا يعقلون
التنازع، مبيناً أنه سبب الفشل، وذهاب القوة، ونهى عن الفرقة أيضاً في مواضع آخر كقوله(وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) ونحوها من الآيات، وقوله في هذه الآية(وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) أي: قوتكم، وقال بعض العلماء: نصركم؛ كما تقول العرب: الريح لفلان إذا كان غالباً، ومنه قوله:
إذا هبت رياحك فاغتنمها    فإن لكل عاصفة سكون
وإن الاختلاف والتنازع عاقبته الفشل والخسران، وأن التعاون والوفاق سبب للفوز والنجاح في الدنيا والآخرة
كونوا جميعاً يا بـني إذا اعترى *** خطـب ولا تتفرقوا أفراداً
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً *** وإذا افترقن تكسرت آحاد
ياعجباً للناس لو فكروا و حاسبوا أنفسهم أبصروا
و عبروا الدنيا إلى غيرها فإنما الدنيا لهم معبر
لا فخر إلا فخر أهل التقى غداً إذا ضمهم المحشر




الخميس، 26 نوفمبر 2015

الاستغلال والغش

الاحتكار والاستغلال والغش أدواء قاتلة حرمها الإسلام
قال تعالى
وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (85)(الأعراف)
وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85)(هود)
أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183)(الشعراء)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [المؤمنون: 51] وَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) [البقرة: 172] ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟ )
فالحرام وغشّ المسلمين ظاهرةٌ اجتماعيّة خطيرة، يقوم فيها الكذب مكان الصدق، والخيانة مكان الأمانة، والهوى مقام الرّشد، نظراً لحرص صاحبها على إخفاء الحقيقة، وتزيين الباطل، ومثل هذا السلوك لا يصدر إلا من قلبٍ غلب عليه الهوى، والانحراف عن المنهج الرّباني.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على صبرة طعام،(إناء طعام) فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا. فقال: (ما هذا يا صاحب الطَّعام؟ قال: أصابته السَّماء يا رسول الله. قال: أفلا جعلته فوق الطَّعام كي يراه النَّاس؟ من غشَّ فليس منِّي)
حقيقة الغش هو تقديم الباطل في ثوب الحق، الأمر الذي ينُافي الصدق المأمور به والنصح المندوب إليه، وقد صحّ الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) (متفق عليه)،
ومن هذا المنطلق جاء تحريم الغشّ حتى يُعامل كل فردٍ من أفراد المجتمع غيره بما يُحبّ أن يُعاملوه به، فكما لا يرضى الخديعة والاحتيال على نفسه فكيف يرضاه على الآخرين؟
أيها المسلمون : هناك نفوس تتطلع إلى أكثر من حقها ، وتنظر إلى حق غيرها ، طمع وجشع ، وهما صفتان مذمومتان في بني الإنسان ، فعَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قال :سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ) [ متفق عليه ] ، هكذا هو ابن آدم يعيش من أجل الحياة الدنيا ، فيكون نتيجة الطمع والجشع ، حسد للغير ، وإساءة للمسلمين ، ثم يموت ولم يحصل من الدنيا إلا ما كتب الله له
                                                  
وكان جرير بن عبد الله إذا قام إلى السلعة يبيعها بصَّر عيوبها ثم خيَّره، وقال: إنْ شئت فخذ، وإنْ شئت فاترك، فقيل له: إنك إذا فعلت مثل هذا لم ينفذ لك بيع، فقال إنا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم) 
وكان واثلة بن الأسقع واقفًا؛ فباع رجل ناقة له بثلاثمائة درهم، فغفل واثلة وقد ذهب الرجل بالناقة؛ فسعى وراءه وجعل يصيح به: يا هذا أشتريتها للحم أو للظهر؟ فقال: بل للظهر، فقال: إن بخفها نقبًا قد رأيته، وإنها لا تتابع السير، فعاد فردها فنقصها البائع مائة درهم، وقال لواثلة: رحمك الله أفسدت عليَّ بيعي، فقال: إنا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم
ويذكر أن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه حين بايع النبي عليه الصلاة والسلام على النصح لكل مسلم، أنه اشترى فرساً من شخص بدراهم، فلما اشتراه وذهب به وجد أنه يساوي أكثر، فرجع إلى البائع وقال له: إن فرسك يساوي أكثر، فأعطاه ما يرى أنها قيمته، فانصرف وجرّب الفرس فإذا به يجده يساوي أكثر مما أعطاه أخيراً، فرجع إليه وقال له : إن فرسك يساوي أكثر فأعطاه ما يرى أنها قيمته، وكذلك مرة ثالثة حتى بلغ من مائتي درهم إلى ثمان مائة درهم؛ لأنه بايع الرسول صلى الله عليه وسلم على النصح لكل  مسلم
قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} بِالْحَرَامِ،
يَعْنِي: بِالرِّبَا وَالْقُمَارِ وَالْغَصْبِ وَالسَّرِقَةِ وَالْخِيَانَةِ وَنَحْوَهَا من انواع الغش، وَقِيلَ: هُوَ الْعُقُودُ الْفَاسِدَةُ {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً} ، قَرَأَ أَهْلُ الْكُوفَةِ {تِجَارَةً} إِلَّا أَنْ تَقَعَ تِجَارَةٌ، {عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} أَيْ: بِطِيبَةِ نَفْسِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ.
(وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) لَا تَظْلِمُوا النَّاسَ حُقُوقَهُمْ وَلَا تَنْقُصُوهُمْ إِيَّاهَا
وقال تعالى
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6(
والتطفيف: قد تكون وأنت في الصلاة مطففاً، أي: تنقص في صلاتك فلا تتم ركوعها ولا سجودها، وقد يكون في عملك في الوظيفة، إذا جاء الراتب تستوفيه، لكن إذا جاء العمل لا تؤديه
من المطففين من يطفف في بر والديه، يستوفي من والده كل شيء، ولا يُعطي والده شيئاً، فأصبحت من المطففين: (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ)
وكان بعضهم يقول: (لا أشتري الويل من الله بحبة؛ فكان إذا أخذ نقص نصف حبة، وإذا أعطى زاد حبة، وكان يقول: ويل لمن باع بحبة جنة عرضها السموات والأرض، وما أخسر من باع طوبى بويل)
عُني القرآن  في الدفاع عن حقوق المستضعفين، في رفع الظلم عن المظلومين، في المطالبة بحقوقهم وحمايتهم، وأقل ما يمكن هو وعيد الذين يقومون بظلم الناس وبخسهم والاعتداء على حقوقهم، وعيدهم بالنار هذا أقل ما تملك، ولكنك قد تملك أحياناً أكثر من ذلك، فيجب عليك أن تفعله.
فالمطفف يريد أن تؤدى إليه حقوقه كلها من الآخرين ولا يريد أن يؤدي كل الحقوق التي عليه؛ فلذلك يحاول أن يأخذ حقه كاملاً وإذا لم يجد حقه غضب وأراد الانتصار لنفسه، والحقوق التي للآخرين لديه يحاول الانتقاص منها والاعتذار عنها ما استطاع.
ولقد جاء في الاثر: أن رجلاً اشترى داراً، فلما اشتراها وجد فيها جرة من ذهب، فذهب هذا المشتري لصاحب الدار فقال له: خذ هذه الجرة التي وجدتها في دارك، فقد اشتريت الدار، ولم أشتر الذهب.
فقال له صاحب الدار: لقد بعت لك الأرض، فالذهب لك والجرة.
فذهبا إلى رجل حكيم، فقال: هل لكم أولاد؟ قالا: نعم، فقال أحدهما: عندي بنت.
وقال الآخر: عندي ولد. فقال: زوجوا الولد للبنت، وأنفقوا عليهما من هذه الجرة، وأعطوا الصدقات للفقراء. وهذا هو جزاء الأمانة
وهذه قصة رَجُل فَقير
زَوجتهُ تَصنعُ الزُبدة وَهو يَبيعُهَا فِي المَدينةُ لأحدَ البَقالاتْ
وَكانتْ الزَوجة تَعمل الزُبدة عَلى شَكل كُرة وَزنُهَا كِيلو ..
وَهُو يُبيعُهَا عَلى صَاحب البَقالة وَيشتري بِثمنَها حَاجَاتْ البَيتْ ...
وفِي أحدَ الايَامْ شَك صَاحبْ المَحل بِالوزنْ .. فقَامْ بِوزنْ كُل كُرة مِن كُراتْ الزُبده فَوجدُهَا (900) جِرامْ .
فَغضبْ مِنْ الفَقير وَعِندمَا حَضر الفَقير فِي اليَومْ الثَانِي قَابَلهُ بِغَضبْ وَقالْ لهُ: لِنْ أشتَري مِنكَ تَبيعُنِي الزُبَدة عَلى أنهَا كِيلو وَلكِنهَا أقلْ مِنْ الكِيلُو بِمئةُ جِرامْ !
حِينهَا حَزنْ الفَقير وَنكَس رأسهُ ثُمْ قَال:
نَحنُ يَا سَيدي لا نَملكُ مِيزانْ وَلكنِي أشتَريتْ مِنكَ كِيلُو مِنْ السُكر وَجعلتَهُ لِي مِثقَال كِي أزنْ بِه الزُبدة ... !
تَيقنُوا تَماماً أنَّ : { مِكْيَالُكَ يُكَالُ لَكَ به ..
وهذ قصة التاجر و اليهودي
يحكى أن رجلاً من الصالحين كان يوصي عماله في المحل بأن يكشفوا للناس عن عيوب بضاعته إذا وجدت.
وذات يوم جاء يهودي فاشترى ثوباً معيباً ولم يكن صاحب المحل موجوداً،
فقال العامل: هذا يهودي لا يهمنا أن نطلعه على العيب ثم حضر صاحب المحل فسأله عن الثوب فقال: بعته لليهودي بثلاثة آلاف درهم، ولم أطلعه على عيبه،
فقال: أين هو؟ فقال: لقد رجع مع القافلة،
فأخذ الرجل المال معه ثم تبع القافلة حتى أدركها بعد ثلاثة أيام،
فقال لليهودي: يا هذا، لقد اشتريت ثوب كذا وكذا ، وبه عيب، فخذ دراهمك وهات الثوب،
فقال اليهودي: ما حملك على هذا ؟ قال الرجل: الإسلام، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(من غشنا فليس منا )
فقال اليهودي: والدراهم التي دفعتها لكم مزيفة، فخذ بها ثلاثة آلاف صحيحة، وأزيدك أكثر من هذا :
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
الخلاصة:
التزامك بتعاليم دينك أجمل وسيلة لنشر الإسلام وتصحيح مفهومه لدى غير المسلمين.
- تحري الأمانة والصدق مهما كلف هذا مع المسلمين وغير المسلمين.
قال عمر بن عبدالعزيز : ( كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون ) فقيل كيف ذلك ؟ قال: بأخلاقكم ..
ما أجمل الإسلام وما أروع وأجمل أخلاقه !
فعن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرَّم الله عليه الجنة).




الأحد، 22 نوفمبر 2015

كل عام و إنت خير

كل عام و إنت خير
اللهمّ إني أسألك أن ترزقه زيادة في الدّين، وبركة في العمر وصحّة في الجسم، وسعةً في الرزق وتوبةً قبل الموت، وشهادةً عند الموت، ومغفرةً بعد الموت، وعفواً عند الحساب، وأماناً من العذاب،
 أبعد الله عنكم شرّ النّفوس، وحفظكم باسمه السّلام القدّوس، وجعل رزقكم مباركاً غير محبوس، وجعل منزلتكم عنده جنّة الفردوس، أسأل الله أن يحصّنكم بالقرآن، ويبعد عنكم الشّيطان، وييسّر لكم من الأعمال ما يقرّبكم فيها إلى العليين وأن يصبّ عليكم من نفحات الإيمان، وعافية الأبدان، ورضا الرّحمن، ويجعل لقيانا في أعالي الجنان.
اللهمّ أذق قلوب أحبتي بردّ عفوك وحلاوة حبّك وافتح مسامع قلوبهم لذكرك وخشيتك، واغفر لهم بكرمك، وأدخلهم جنّتك برحمتك يا جديراً بالدّعاء وقديراً بالإجابة.
أسألك فلا تردّني خائباً.فلا خاب من أنت مولاه، أسعد قلوبهم، وأعطهم ما يتمنّون، وأقرّ عيونهم بما يحبّوا ويرضوا، ولا تسلبهم نعمةً قَط. وعطّر صدورهم بالإيمان والقرآن، وارزقهم الخلود في الجنان
اليوم ما في مثله اثنين عيدك عندي عيدين يا حبيب القلب يا زين يا أغلى من الرمش و العين
 كل عام و إنت بألف خير
اللهم أرح قلبه بلطف عفوك و حلاوة حبك و أعمر أيامه بذكرك و أحفظه وأحفظ عليه دينه وأسعد قلبه دائماً
 نفسي أهديلك شجرة تظلل عليك بوفرة و تحميك من كل خطرة و تعطيك أحلى ثمرة كل عام و إنت بألف خير
يا طير طاير بالسما ميل على حبيبي و قول له كل عام و أنت بألف خير
اللهم ثبت له يقينه وارزقه حلال يكفيه اللهم ابعد عنه كل شي يؤذيه
ولا تحوجه لطبيب يداويه اللهم استره مع الاولين والآخرين
واغفر له يوم العرض اللهم اعطه ما يتمناه وتحبه له وترضاه
واحشني ياعصفور صدقني يا أمور من غير ماألف وادور بقلبي اسمك محفور كيكي ميكي يعني عيد ميلاد سعيد بالافريقي
أسال الله الذي لاتطيب الدنيا إلا بذكره ***ولن تطيب اللآخرة إلا بعفوه
أن يديم ثباتك ويغفر ذلاتك ***ويرفع قدرك
ويشرح صدرك ويسهل خطاك ***لدروب الجنة وأن يجعلك من عتقائه
ياللي انت قمر وعينيك حلوين ومخلّينا وراك دايخين صباحك عسل ومساك ياسمين كل سنة وانتم طيبين
ماأروع هذا الدين وماأكرم رب العالمين ***تكون على فراشك
والذنوب تغفر والخطايا تمحى ***وان سالت كيف يقال لك
بدعوة محب لك بظهر الغيب ***أسال الله لك العفو والعافية
والنجاة من النار يا عزيز ياغفار
اخاف حد يلحقني  ويهنى قلبك ويسبقني واحب اشوفك متهنى وكل سنة وانت جنبي



اصحاب الاعراف

  أي: وبين أصحاب الجنة وأصحاب النار حجاب يقال له: { الأَعْرَاف } لا من الجنة ولا من النار، يشرف على الدارين، وينظر مِنْ عليه حالُ الفريقين، ...